أي نعم ماذا يجري و لماذا ؟ سؤالين يقضان مضجع المواطن المغربي أمام ما يشاهده و ما يعيشه البلد بعد دستور 2011 و الذي كان من المفروض أن يكون إجابة واقعية وفعلية عن تساؤلات طرحت فترة ما قبل إصداره ، فجميعنا هللنا و فرحنا بالدستور نظرا لما نص عليه من مكتسبات إن على مستوى الحقوق و إن على مستوى الصلاحيات الواسعة التي منحها للحكومة . لكن واقع الحال كان مخيبا للآمال مع أول حكومة بعده ، حكومة انقلبت على نصوصه بل سجلت مرحلتها تراجعا عن العديد من الحقوق ، انقلبت على من منحوها أصواتهم آملين نورا من مصباح أكد واقع الحال أنه زاد واقعهم عتمة وما حلموا به وجدوه سرابا في يوم صيفي حار . حطمت أحلامهم وأجهزت على قدرتهم الشرائية من خلال تحريرها الأسعار ورفعها الدعم عبر ما سمي بقانون إصلاح صندوق المقاصة ، و ما يعيشه المواطن هاته الأيام من مقاطعة لمجموعة من المواد ماهي إلا نتيجة حتمية لتدبير سيء فتح الباب أمام رأسمالية جشعة استغلت الغياب التام للمؤسسات المخول لها حماية المواطن عن طريق المراقبة و التتبع . شريحة كبيرة من المجتمع المغربي غير راضية على الواقع ولها كل الحق فالبطالة في ارتفاع ، الأسعار مرتفعة مقارنة مع مستوى الدخل الفردي ، واقع جعل مجموعة من المواطنين ينخرطون في حملة لمقاطعة بعض المواد كطريقة سلمية و حضارية للتعبير عن احتجاجهم ، فتأتي خرجة نشاز لمسؤول و داخل قبة البرلمان أمام ممثلي الأمة ينعت من خلالها جزء من الشعب بنعت قدحي ، و مسؤول آخر توعدهم بالزج في السجن أما السيد مدير المؤسسة المعنية بنوع الحليب المقاطع فقد رفع السقف ونعتهم بخائني الوطن ، كل هذا يجري في ظل صمت رهيب للحكومة و نواب الأمة و الأحزاب و الجمعيات بل لوحظ غياب حتى بعض المحللين الذين يتسابقون على تحليل الصغيرة و الكبيرة . وبصفتي مواطنة مغربية أعتز بوطنيتي و انتمائي أقول لهؤلاء الذين تجرؤوا على تخوين و قدح المقاطعين : ما هكذا تورد الإبل سادتي…. المواطن احتج على قلة حيلته و عدم قدرته على مواكبة الأسعار بطريقة سلمية و حضارية تنهجها الشعوب المتقدمة ، من حقه أن يقاطع فالمال ماله و الجيب جيبه و الاختيار اختياره مما يجعل القرار قراره وحده ، كان عليكم أن تتواضعوا و تبادروا بالحلول فتعنتكم و استقوائكم بل خرجاتكم النشاز جعلت العديد ينضم لحملة المقاطعة ، عليكم أن تكونوا في هاته المواقف تمتلكون حكمة رجال دولة وتؤمنون بالحوار ، فمن نعتموهم بالمداويخ جزء من الشعب المغربي لهم الفضل الكبير في ضخامة راتبكم و في جلوسكم بمكاتب فخمة ومكيفة ، فكيف تجحدون وكيف تنحازون للقوي و تتركون الطرف الضعيف في المعادلة ؟ إنكم و الله غلبتم المنطق المصلحي و المنفعي و الخبزي على الإصلاحي في تدبيركم وما الزلزال السياسي الذي قام به جلالة الملك إلا خير دليل على فشلكم الدريع في التدبير ، إذن ليس بغريب و ليس من المفاجئ أن يخرج مسؤول و ينعت الشعب أمام ممثلينا في صمت رهييب بالمداويخ . *كاتبة ورئيسة منتدى أسرة