أعلنت جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم "الحوثيين"، مساء الإثنين، عن مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد وهي أعلى سلطة في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بغارة جوية لطيران ما التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وذلك في محافظة الحديدة غرب البلاد. وأظهر فيديو بثته وسائل إعلام سعودية، الإثنين، لحظة استهداف سيارة كانت تقل القيادي الحوثي المقتول، وذلك من كاميرا ملصقة بطائرة حربية من دون طيار، أظهرت احتراق السيارة التي كانت تقل الصماد في محافظة الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتله رفقة 6 من مرافقيه. وأوضحت جماعة الحوثي أن المجلس الذي كان يترأسه الصماد، اختار القيادي الحوثي الآخر مهدي المشاط، رئيسا له في المرحلة القادمة، مهددة بالثأر لمقتل الصماد، حيث يُعد الأخير ثاني قيادي حوثي ورد اسمه في لائحة المطلوبين للتحالف العربي التي أصدرها العام الماضي. زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، هدد بالرد على مقتل الصماد، وقال في خطاب له "إن هذه الجريمة والجرائم الأخرى لن تمر دون محاسبة"، محملا في خطاب له مساء اليوم، تبعات مقتل الصماد والمسؤولية القانونية لمن وصفهم قوى "العدوان"، وعلى رأسها أمريكا والسعودية. وترأس الصماد المجلس السياسي المشكل مناصفة بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، في أواخر عام 2016، قبل أن ينفك التحالف بينهما بمقتل الأخير برصاص الحوثيين في دجنبر 2017. إلى ذلك، اعتبرت الحكومة اليمنية، أن مقتل رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين صالح الصماد، يشكل ضربة موجعة وقاسية للقوات الحوثية وانتصارا للقانون، حيث قال الناطق الرسمي باسم الحكومة راجح بادي، إن "مقتل الصماد ضربة موجعة وقاصمة لها وسيؤثر ذلك على وضعها السياسي والعسكري بمزيد من الإرباك والتخبط، كما سيعزز من حالة التداعي في صفوف مقاتليها". وأشار بادي إلى أن "مقتل الصماد يحمل رسالة واضحة لقادة مليشيات الحوثي الإيرانية، وأن نار حربها الانقلابية المدمرة على الشعب اليمني وتنفيذها لأجندة الإرهاب الإيراني ستلتهمها"، لافتا إلى أن "الاحتفاء الكبير الذي أظهره الشعب اليمني إثر تلقيه نبأ مقتل الصماد، يعكس حالة الاحتقان والسخط والمعاناة الناجمة عن الحرب الانقلابية الإرهابية الذي يمثل الصماد أحد القادة الذين أشعلوها خدمة للمشروع الإيراني". وأضاف ناطق الحكومة أن الصماد كان "رئيسا للمجلس، الذي جسد الإطار الانقلابي المليشياوي وأداة تدمير مؤسسات الدولة وهياكلها التنفيذية ووحداتها الإدارية ومؤسساتها القانونية والتشريعية"، معتبرا أن مقتل الصماد يعني رفضا للانقلاب وللكيانات الانقلابية، وانتصارا للقانون والدولة".