يعيش في هولندا أزيد من 460.000 نسمة من الهولنديين من أصل مغربي وأغلبهم موزعون على ما يسمى بالمدن الأربعة الكبرى وهي أمستردام ، روتردام ، اتريخت ولاهاي . الا أن المراقبين يجمعون على أن هولندا المتعارف عليها كبلد للتسامح والتعايش والورود والشقراوات تحولت الى بلد التجاذبات والعنصرية والكراهية خصوصا بعد مقتل المخرج السينمائي " فان خوخ " ثم مقتل السياسي " بيم فورتاين" ثم تلتها أحداث عالمية أخرى من بينها أحداث 11 شتنبربامريكا و شارلي بفرنسا ثم أحداث بلجيكا و أخرى في مناطق متفرقة في العالم . يوم 21 مارس 2018 ستجرى الانتخابات البلدية، اضافة الى تنظيم استفتاء وطني حول توسيع دور المخابرات للتنصت على المواطنين واجراءات اخرى فيما أصبح يعرف بمحاربة التطرف والارهاب اسوة بأمريكا والدول السائرة في فلكها. الجديد في مدينة روتردام هذه المرة ، هو ان الحزب العنصري المسمى حزب الحرية الذي يتزعمه " خيرت فيلدرس " نزل بكل ثقله في مدينة رونردام مخصصا ميزانية 25.000 أورو للدعاية والتشهير لبرنامجه المثير، لينضاف الى حزب عنصري آخر يسمى "حزب الرفاهية " يحكم المجلس البلدي الحالي بروتردام رفقة السيد أحمد بوطالب عمدة المدينة هذا الحزب قام باجراءات تعسفية ضذ الجالية المغربية التابعة لبلدية بروتردام من خلال التمييزفي ميدان الشغل و الحصول على السكن والتضييق على الشباب من اصل مغربي لولوج مكان للتدريب في العمل الذي أصبح ضروريا للحصول على اي دبلوم في مختلف التوجهات . اضافة الى هذا محاصرة المسنين الذي يعيشون على المساعدات الاجتماعية " الشوماج " ويملكون سكنا في المغرب تفوق قيمته أزيد من 12.000 اورو أو حسابا بنكيا يتعدى المبلغ المذكورالمسموح به . . استقلالية المجالس البلدية في اتخاذ القرارات كما هو معلوم ، فان البلديات في هولندا لها استقلالية في اتخاذ القرارات خصوصا في ميدان التعليم والشغل والرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية الى غيرذلك من القطاعات.وحيث ان المدة هي اربعة سنوات متتالية ، فان بلدية روتردام تعتبر من طرف المحللين السياسيين مختبرا لجميع الأحزاب لابرازنفوذها وتطبيق برامجها وفرض رؤيتها وتاثيرها على المواطنين بهولندا تمهيدا للانتخابات القادمة سواء التشريعية أوالأوروبية وغيرها. وحتى اضع القراء في الصورة أعطيكم ملخصا بسيطا وترجمة حرفية لبرنامج الحزب العنصري " فيلدرس" حيث بدات الحملة الانتخابية وهذا مضمون برنامجه الذي يوزعه على المواطنين : 1-غلق جميع المساجد بهولندا وفي مقدمتها مسجد السلام بروتردام . 2 منع التعليم في المدارس الاسلامية المرخص لها من طرف الحكومة. 3 خلق منصب لمحافظ قانوني (أحد نواب العمدة حسب التسمية الفرنسية) من اجل محاربة " الأسلمة" ، اي كل ما يتعلق بالاسلام .والمواطنات في الآسواق 4 – عزل أحمد بوطالب العمدة المسلم المغربي السلفي ( ترجمة حرفية ) . 5 توسيع آالية تفتيش المواطنين ونصب كاميرات اضافية في الاماكن العامة. 6 -لا ،لاستقبال ووجود أشخاص بدون أوراق الاقامة أي الغيرالشرعيين لا خبز ولا مأوى حسب تعبيرهم. كما سجل " فيلدرس " فيديو حول الاسلام صوره باللون الأحمر والدم يتقاطراشارة الى أنه دين دموي كما اشارفيه أن الاسلام هو القتل ، العنصرية ، الكراهية ، العبودية ، العنف الخ . تلكم بعض النقاط المختصرة والمثيرة من برنامج الحزب العنصري ل" خبرت فيلدرس" كما يوجد برنامج مشابه لحليفه حزب الرفاهية الروتردامي . دورالجمعيات والفعاليات من أصل مغربي ككل انتخابات تتجند بعض الجمعيات والفعاليات في كل مدينة خصوصا بمدينة روتردام لمواجهة الأحزاب العنصرية وتعبئة الجالية المغربية وتوعيتها قصد المشاركة في الانتخابات باعتبارأن الانتخاب حق وواجب على كل مواطن ومواطنة بالاضافة الى أن هذه الانتخابات مهمة جدا وتتحكم في مصير جاليتنا لمدة اربعة سنوات . في هذا الاطار أجرينا عدة لقاءات تشاورية وقسمنا المدينة الى عدة مناطق لتتكلف كل مجموعة من ايصال المعلومات وحث اأفراد الجالية المغربية على المشاركة. كما سطرنا برنامجا شاملا يشتمل على عقد لقاءات مختلفة في نوادي الأحياء والمساجد . ولعل أكبر تجمع تم بمسجد السلام الكبير بروتردام يوم 11 مارس. هذا المسجد الذي يتسع لحوالي 3000 شخص ويشتمل على قاعة كبيرة تتناسب مع هذا النوع من التجمعات .كما وضعنا برنامجا لمناظرتين يومي 14 و 18 مارس، دعونا فيها جميع الأحزاب السياسية للمشاركة لشرح وللدفاع عن برامجها بما فيها الأحزاب العنصرية في اطارالديمقراطية رغم أن الآحزاب العنصرية لم تسجل حضورها لحد كتابة هذه السطور، حيث أن برنامجها يعتمد فقط على البروباغندا وتخويف المواطنين والمواطنات من الاسلام والمسلمين عامة والمغاربة خاصة .اضافة الى هذا، فان هذه الاحزاب العنصرية لا تستطيع المجابهة والاقناع . كما قمنا بطبع 10.000 مطوية وملصقة على شكل نداء الى كل المواطنين بغية المشاركة الفعالة قي الانتخابات . ساعدتنا في ذلك النقابة العريقة بهولندا (ف ن ف) مشكورة على ذلك كما وفرت لنا كل الوسائل المتعلقة ما يتعلق بالجانب اللوجستيكي من مكروفونات ووسائل سمعية بصرية أخرى. كل ما نتمناه وننتظره من جاليتنا المغربية، هو الذهاب الى صناديق الاقتراع يوم 21 مارس والمشاركة في الانتخابات بكثافة. كما نحث الشباب الذين بلغوا 18 سنة للقيام بنفس الشيء لترجيح كفة الأحزاب اليسارية .علما أن السنوات الأربعة القادمة ستكون مصيرية في مختلف القطاعات . ختاما ، كمنظمين نود أن نشكر أيضا جميع الأئمة والمساجد الذين خصصوا خطبة الجمعة لهذا الموضوع.