وقع المغرب ومالي، اليوم الخميس بالرباط، على 5 اتفاقيات تعاون تهم عدة مجالات، بغية تعزيز الشراكة الثنائية التي تربط بين البلدين، بعدما أجرى العثماني مباحثات على انفراد مع الوزير الأول المالي. وتم التوقيع على الاتفاقيات، التي تهم مجالات النقل والوجيستيك والشغل، خلال حفل ترأسه رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، والوزير الأول المالي، سوميلو بوبيي مايغا. التوقيع شمل اتفاق متعلق بالنقل الدولي الطرقي للمسافرين والبضائع، بين وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبد القادر عمارة، والوزير المالي للنقل وفك العزلة، مولاي أحمد بوباكار. كما وقع عمارة وبوباكار على اتفاق متعلق بالاعتراف برخص السياقة، واتفاق للتعاون في مجال اللوجيستيك. وفي مجال الشغل، تم التوقيع على بروتوكول تعاون بين وزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم، والوزير المالي للشغل والتكوين المهني، ماولود بن كاترا. ومن جهة أخرى، وقع عمارة والوزير المالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تيمان هوبير كوليبالي، على اتفاق تعاون تقني في مجال التهيئة المائية. وتم التوقيع على هذه الاتفاقيات، في ختام اجتماع موسع انعقد بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها الوزير الأول المالي إلى المملكة على رأس وفد رفيع المستوى. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، قد أكد اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب سيستمر في دعم الجهود الوطنية بجمهورية مالي من أجل الحفاظ على وحدتها الترابية وتماسك مكوناتها. وقال العثماني الذي ترأس إلى جانب الوزير الأول المالي، سوميلو بوبيي مايغا، جلسة عامة بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها المسؤول المالي إلى المملكة المغربية على رأس وفد هام، "إذا كنا قد هنأنا أنفسنا لانتصاركم، وهو أيضا نصر جماعي، على تحديات الإرهاب والانفصال بمالي، فنحن مازلنا جميعا واعين بحجم التحديات التي تواجهونها في الحقبة الجديدة للتصالح وإعادة البناء الوطني". وأوضح في هذا الصدد أن المغرب سيستمر "في دعم الجهود الوطنية المالية من أجل الحفاظ على وحدته الترابية وتماسك مكوناته"، مضيفا أنه انطلاقا من ارتباط المملكة المغربية بالتعاون جنوب-جنوب فإنها لن تدخر جهدا في مواكبة مالي البلد الشقيق والجار، فيما يخص القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تعتبرها ذات أولوية، وذلك في إطار بيئة يطبعها الاستقرار والأمن والسلام. وأبرز رئيس الحكومة أنه بفضل التعاون الغني والموصول مع الدول الشقيقة بجنوب الصحراء، يعتزم المغرب تحمل حصته من المسؤولية التاريخية بهمة والتزام عاليين، بوصفه واحدا من الدول الأولى، إلى جانب مالي، الذي أخذ المبادرة من أجل الاندماج الإفريقي؛ مبرزا أن الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة لهذا المحور الأساسي لعلاقات المغرب الخارجية ويسهر جلالته على تعزيزها وتنميتها. وتابع أن المغرب، وبعد رجوعه إلى حضنه الإفريقي على مستوى الاتحاد الإفريقي، لن يدخر جهدا من أجل مواصلة الجهود مع الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة بغية بناء إفريقيا قوية وغنية. وشدد رئيس الحكومة على أنه "بالنسبة لمالي، سيظل المغرب الشريك الوفي والملتزم"، مبرزا أن "مالي شكلت دائما، بالنسبة للمغرب، مكونا رئيسيا للتراث الإسلامي في المنطقة وللهوية الإفريقي على العموم". وأضاف أن الشراكة التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية مالي تندرج كليا ضمن هذا البعد الديني والثقافي. وشارك في هذا اللقاء عدد من أعضاء الحكومة المغربية، وأعضاء الوفد المرافق للسيد بوبيي مايغا.