تظاهر المئات من التلاميذ والأساتذة والآباء، في وقفة احتجاجية أمام مبنى الجماعة الحضرية لمدينة بني ملال، صباح اليوم الأربعاء، تحت شعار "أنقذوا ثانوية العامرية"، رافعين شعارات تطالب السلطات بالتدخل الفوري لوقف مشروع إقامة محلات للباعة الجائلين على طول سور الثانوية المذكورة، وذلك بعد أيام من توجيه سؤال كتابي في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية من طرف برلمانيان عن المدينة. الوقفة التي تحولت إلى مسيرة بالشوارع المحيطة بمقر البلدية، رفع خلالها المحتجون شعارات غاضبة تهاجم المسؤولين المحليين بسبب "تجاهلهم" لمطالب المتضررين من المشروع، واصفين ما يحدث بأنه "حصار" تتعرض له الثانوية، مرددين هتافات من قبيل: "ولادكوم قريتوهوم.. ولاد الشعب حاصرتوهوم"، "لن نخضع لن نركع.. للقرارات الجائرة.. وللحلول الحقيرة". https://al3omk.com/wp-content/uploads/2018/02/video-1519229312.mp4 إبراهيم حناني، أستاذ بثانوية العامرية التأهيلية ببني ملال، أوضح أن الوقفة عرفت تفاعلا كبيرا من طرف التلاميذ والأساتذة والأطر الإدارية للمؤسسة وآباء وأمهات التلاميذ، بحضور هيئات نقابية وجمعوية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي في ظل عدم تجاوب أي جهة رسمية مع مطالب المتظاهرين، وذلك بعد تنظيم وقفات في وقت سابق ومقاطعة الدراسة. وأضاف المتحدث في اتصال لجريدة "العمق"، أن مشروع بناء "براريك" الباعة الجائلين على طول سور المؤسسة لا زال مستمرا رغم احتجاجات التلاميذ والأساتذة، لافتا إلى أن وقفة اليوم تأتي بعد تنظيم وقفات سابقة أمام كل من مقر الأكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية للتعليم، مشيرا إلى أن لجنة من الأكاديمية كانت قد حلت الجمعة بالثانوية دون تقديم أي حلول للمشكل. اقرأ أيضا: بسبب "براريك" الباعة.. أطر وتلاميذ ثانوية ببني ملال يوقفون الدراسة (صور) وتابع قوله: "نحن نرفع مطلبا واحدا وهو وقف مشروع إقامة سوق للباعة الجائلين بمحيط المدرسة، نظرا للمخاطر التي سيتسبب فيها للتلاميذ والأساتذة، ونحن مستعدون للذهاب إلى أبعد الحدود في احتجاجاتنا ولو تطلب الأمر إيقاف الدراسة مجددا ومحاورة وزير التربية الوطنية شخصيا من أجل التدخل لحل المشكل، ومحطتنا المقبلة ستكون أمام مقر الولاية". وكان النائبان البرلمانيان عن حزب الأصالة والمعاصرة ببني ملال، مريم وحساة وهشام صابري، قد وجها سؤالا كتابيا إلى وزير التربية الوطنية الجديد، بشأن بناء محالات تجارية مخصصة لبائعي الخضر على طول السور المحيط بثانوية العامرية، مطالبان الوزير أمزازي بكشف التدابير والإجراءات التي ستتخذها وزارته لضمان الظروف المواتية للدراسة بالثانوية. يأتي ذلك في ظل احتجاجات متواصلة من طرف أطر المؤسسة والأساتذة والتلاميذ وآبائهم، للضغط على السلطات المحلية من أجل التراجع عن قرار إقامة سوق للباعة الجائلين بمحيط المؤسسة، معتبرين أن إقامة "براريك" فوق رصيف المؤسسة وعلى طول إحدى أسوارها، يشكل "إهانة لحرمة المدرسة وتهديدا خطيرا للتلاميذ"، فيما قالت الجماعة الحضرية إنها اتخذت عدة إجراءات للحفاظ على جمالية المدينة وسلامة تلاميذ الثانوية، أبرزها تجنب المخدرات والمسكرات بمحيط المؤسسة. ووصل مستوى الاحتجاج إلى درجة توقيف الدراسة لمدة ثلاثة أيام بداية الشهر الجاري من طرف الأساتذة والتلاميذ، قبل أن يقرر المحتجون الخروج إلى الشارع عبر مسيرة تنديدية انطلاقا من المديرية الإقليمية للتعليم إلى مبنى الأكاديمية الجهوية، مرورا بولاية أمن بني ملال، الجمعة ما قبل الماضية، وذلك بمشاركة آباء التلاميذ والنقابات التعليمية الأربع الأكثر تمثيلية. الأطر التربوية والإدارية لثانوية العامرية، أعلنوا عن "رفضهم القاطع لحل مشاكل الباعة الجائلين على حساب حرمة ووظيفة المؤسسة، خاصة وأنها تعاني من ضوضاء وأوساخ ورشات الميكانيك والصباغة والحدادة المجاورة"، مهددين ب"إقامة سلاسل بشرية من الموظفين والتلاميذ والآباء والسكان لحماية الثانوية والتصدي لهذا الإجراء الخطير الذي سيكون له ما بعده". واعتبروا في مراسلة إلى رئيس المجلس البلدي لبني ملال، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن "أغلب الباعة الجائلين من ذوي السوابق في العنف واستهلاك وتداول المخدرات والتحرش الجنسي"، مؤكدين احتفاظهم بالحق في تقديم ملتمس إلى أعلى سلطة في البلاد في حالة فشل المساعي على الصعيد المحلي. بالمقابل، أوضح رئيس المجلس الجماعي لبني ملال ورئيس اللجنة المحلية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن قرار إقامة مشروع تنظيم تجارة القرب بشارع الرباط والمناطق المجاورة له من أجل تنظيم الباعة الجائلين وتحسين مستوى عيشهم، جاء بناءً على مذكرة وزير الداخلية رقم 24 والدورية الوزارية رقم 36، مشيرا إلى أن السلطات الوصية اتخذت عدة إجراءات للحفاظ على جمالية المدينة وسلامة ساكنة الأحياء المجاورة وتلاميذ ثانوية العامرية.