تعاني ساكنة جماعة "اميضر" التابعة لإقليم تنغير والتي يوجد بنفوذها الترابي أكبر منجم للفضة بإفريقيا-تعاني-بسبب غياب الطبيب الرئيسي بالمستوصف، وكذا غياب الأدوية وبعض التجهيزات، مما يضطر المرضى للتنقل لعدة كيلومترات طلبا للاستشفاء بالمراكز الصحية بكل من بومالن دادس و تنغير والراشيدية. وأفاد مواطنون من المنطقة أن المركز الصحي المتواجد بمركز "اميضر" لا يتوفر إلا على ممرضة تحضر أحيانا وتغيب أخرى، وأن المركز لا يتوفر أيضا على قسم للولادة مما يجعل النساء الحوامل يتنقلن الى المدن المذكورةسلفا، من أجل وضع حملهن. وأوضح عمر أوعدادوش وهو من ساكنة المنطقة في تصريح ل "العمق" أن جماعة اميضر المكونة من 7 دواوير لا تتوفر إلا على مستوصف صغير لا يلبي الحاجيات الصحية الضرورية لساكنة المنطقة التي تقدر بحوالي 5 ألاف نسمة، لكونه لا يتوفر على طبيب ولا على أدوية، ما يدفع المرضى لقطع مسافات طويلة للاستشفاء بتنغير أو الرشيدية وفي الحالات المستعصية يتم تحويلها الى مكناس أو مراكش. وأشار ذات المتحدث، أن ما "يزيد المعاناة الصحية لساكنة "اميضر" قربهم من منجم الفضة ما يفسر اصابة عدد كبير من الساكنة بأمراض في الجهاز التنفسي نتيجة مخلفات المنجم"، مضيفا أن "على الشركة المستغلة للمنجم أن تكون فاعلا رئيسا في القطاع الصحي بالمنطقة لكونها منشأة صناعية ملوثة، وأنه كان من الأجدر عليها بناء مستشفى كبير ومجهز بالأطر وبالتجهيزات الضرورية تعويضا على مخلفاتها السامة". وفي ذات السياق، قال ابراهيم العمراني رئيس جماعة إميضر، في تصريح ل "العمق" "إن مستوصف "اميضر" يتوفر فقط على ممرضة واحدة، كانت كثيرة الغياب، غير أنها أصبحت مواظبة على الحضور بعد مراسلة الوزارة في الموضوع"، مبرزا أنه كرئيس للجماعة قام بمراسلة الوزارة من أجل تعيين طبيبة في المستوصف دون أن يتلقى أي رد لحد الآن. وأوضح العمراني، أنه راسل مندوب الصحة بتنغير بخصوص نقص الأدوية وعدم استفادة الدواوير البعيدة عن مركز اميضر من قوافل طبية "لكن لا حياة لم تنادي" ، متسائلا: "كيف لامرأة أن تتنقل 12 كيلومترا إلى المستوصف من أجل تلقيح ابنها المولود قبل أسبوع". ولم ينف ذات المتحدث، قيام شركة "معادن اميضر" بتزويد المستوصف سنة 2012 ببعض التجهيزات، وكذا تعيين طبيب على نفقتها سنة 2015 غير أنه ذهب لحال سبيله فور تعيينه، على حد تعبير العمراني، الذي أضاف، أنه فكر في إحداث منصب طبيبة وممرضة بالجماعة غير أن الميزانية لا تسمح بذلك. ويشار الى أن محتجين من منطقة "اميضر" يخوضون منذ غشت من سنة 2011 اعتصاما مفتوحا بجبل "ألبان" يعتبر الأطول من نوعه، حيث وصل الى عامه الخامس، احتجاجا على ما وصفوه ب "واقع التهميش والإقصاء" الذي تعيشه المنطقة التي يوجد على أرضها أكبر منجم للفضة بإفريقيا.