بعد قرارك الذي لا رجعة فيه بالعزم على التوبة النصوح، والرجوع إلى الله عاجلا يجب أن تثور على نفسك بأن تلزمها بشرع الله، وتوقفها عند حدها بإلزامها بالفرائض إذا تولت، وكانت فاترة، وإكرامها بالنوافل إذا أقبلت، وكانت نشيطة وضروري أن تحافظ على الصلوات جماعة وفي المسجد ، وتضغط على نفسك بأن تتصف بعفة المقال ، وتتكلم بالكلام الحسن ولا تسيء لأي كان مهما حصل،وتكظم غيظك، ولا تغضب ، وتتصف بالحلم ، والرزانة،والصبر عن المدعوين ، والتماس الأعذار لهم ، والتجاوز عنهم ، ومسامحتهم لوجه الله . سؤال الله مغفرة الذنوب السالفة ، بعد الإقلاع عنها ، والندم على فعلها ، وعدم ارتكابها مرة أخرى كل ذلك سيجعل توبتك صادقة ، والاصطلاح مع الله بالخشوع في الصلاة ، والإخلاص في كل أعمالك ،وتحري الصواب فيها ، إن بناء النفس المؤمنة العابدة لله يستدعي منك أن تتردد على مجالس العلم ، والبحث عن الرفقة الصالحة ، وأن تطلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح ، وأن تكون صادقا مع الله ومع نفسك ومع الناس ، ولا تلتفت إلى المغريات وسفاسف الأمور، وكن رباني الوجهة والغاية ، واعتز بتقربك إلى الله ، وابتعد عن الشبهات ، ومواطن السوء ، واقطع صلتك عن كل من يصر على إغضاب الله إن لم ينتهي عن غيه ويعود إلى رشده بعد تذكيره بالله ،وبنعم الله عليه ، ولا تنسى أن بر الوالدين عبادة عظيمة تدخل إلى الجنة من يفعلها شريطة أن يكون موحدا لله. وحسن الجوار، وسلامة صدرك ، وأن تعين المقربين منك على تقوى الله والعمل الصالح ، وتصلح سريرتك ، وتنضبط لأوامر الشرع –القران والسنة – ظاهرا وباطنا ، سرا وعلانية ، وتراقب الله في كل أعمالك وتبتغي بها وجه الله ، والابتعاد عن تضييع الأوقات ، وحسن استغلال الوقت في جليل وفضائل الأعمال ، واحترام المواعيد ، وأن تعظم الله بجوارحك وقلبك ، وترضيه ما حييت ، ولا تستكين أو تضعف أو تاقل إلى الأرض. المسلم يعيش حياته متفائلا ، جادا ، مستقيما ، عابدا لله وليس عابثا ، عالي الهمة ، وطموحه في الدارين كبيرا ، وبصدقه في توبته سيتحسن حاله ويتعافى كثيرا ، لأنه يتخلص تدريجيا من أمراض الشبهات والشهوات ،كثرة القراءة ، وإكمال المسلم للدراسة ، ونهله من كل العلوم التي تقربه إلى الله ، وإصراره على تقريب المسافة بينه وبين الله ،بتقربه إلى الله بنوافل الصلاة والصيام ..والكلمة الطيبة وحسن الظن بالآخرين ..والتعامل معهم بالاحترام المتبادل . قطعك نهائيا مع رفقاء السوء ، واستبدالهم بالأخيار، وتدبيرك لحياتك ،ومعاشك، واجتهادك في دراستك ،ويقينك في الله ، وعدم ممالأتك للظلمة والمعتدين ، والوقوف إلى جانب الفضيلة و أهلها، ونصرك للمستضعفين والمظلومين ، والشفاعة عند بعض المسؤولين لقضاء حوائج الناس ، من صفات العلماء العاملين ،وأخيرا اعتقادك أن المستقبل للإسلام و أهله ، كل ذلك سيثبتك على الحق ما حييت ، وستكون معية الله معك ،والانخراط في صف الدعوة سيجعلك محصنا ومحاطا بثلة من الإخوة الصادقين ، وذلك سيعطيك مناعة ضد المعاصي بالإعراض عنها ..وسيكونون لك حادين على طريق الله الذي سيوصل بإذن الله إلى الجنة ..قال تعالى : ** وقل اعملوا ..**