انتهى الديربي رقم ال 123، الذي جمع بعد ظهر اليوم السبت على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء برسم مؤجل الدورة العاشرة من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الأول لكرة القدم، بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء البيضاويين بفوز "النسور الخضر" بهدفين لواحد. وكان فريق الوداد البيضاوي، بطل إفريقيا، سباقا للتسجيل بواسطة عمر بوطيب ضد مرماه في الدقيقة 20 ، قبل أن يعدل الكفة للرجاء اللاعب محسن ياجور في الدقيقة 33، ثم أضاف بدر بانون هدف الفوز في الدقيقة 87. وهو الفوز ال 35 للرجاء البيضاوي مقابل 29 هزيمة و 59 تعادل بين الفريقين في تاريخ المواجهات بين قطبي كرة القدم المغربية منذ أول لقاء جمع بينهما سنة 1957. وعقب هذا الفوز وهو الثامن له في الموسم مقابل أربعة تعادلات وثلاث هزائم ارتقى فريق الرجاء البيضاوي إلى المركز الثاني بمجموع 28 نقطة وبفارق نقطة واحدة خلف المتصدر حسنية أكادير، فيما تجمد رصيد فريق الوداد البيضاوي، حامل اللقب، عند 16 نقطة جمعها من أربعة انتصارات وأربعة تعادلات وسبع هزائم ليظل في المركز الثاني عشر. ولم يخرج لقاء اليوم، الذي أداره طاقم تحكيم من عصبة الدارالبيضاء الكبرى بقيادة الدولي نور الدين الجعفري، عن طابع المواجهات المحلية حيث غلب عليه النهج التاكتيكي الموغل في التحفظ والحيطة والحذر ما أثر نوعا ما على المستوى التقني الذي جاء لابأس به بعدما تركز اللعب في وسط الميدان مع بعض المحاولات الفردية من الطرفين خاصة عن طريق الأجنحة. وعلى الرغم من التحفظ، والذي يرجع بالأساس إلى محاولة كلا الفريقين تفادي الهزيمة، فإن الفرجة تحولت من المستطيل الأخضر إلى المدرجات وذلك بفضل اللوحات الفنية الرائعة التي اجتهد جمهور الفريقين في رسمها منذ انطلاق اللقاء الذي شهد حضورا جماهيريا كبيرا فاق ال 40 ألف متفرج ملأوا جنبات المركب الرياضي، وتفننوا وتنافسوا كل بطريقته الخاصة ومن خلال أجواء احتفالية رائعة (أعلام ملونة بالأحمر والأخضر، أناشيد ممجدة، شعارات، هتافات، سحب دخانية حمراء وخضراء …) في تقديم صورة حضارية راقية نهلت من تاريخ الفريقين الموغل في القدم والحافل بالبطولات والألقاب. ومع ذلك، زكى هذا الموعد الكروي، مرة أخرى، المكانة التي يحتلها "الديربي البيضاوي" كواحد من بين أفضل الديربيات المشهود لها بالعراقة والقوة والإثارة والتشويق عبر العالم وذلك بشهادة جميع الخبراء والمتتبعين وفي مقدمتهم الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وزادت المجهودات، التي بذلتها جميع مكونات العاصمة الاقتصادية للمملكة من سلطات محلية وأمنية وإدارة مسيرة ولاعبون وحكام وجمهور، من نجاح هذا العرس الكروي الكبير الذي ينتظره ليس فقط المهووسون بحب الحمراء أو العاشقين للخضراء بل الجمهور الرياضي المغربي قاطبة مرتين كل موسم.