كثر الحديث في الآونة الأخيرة بقوة عن توجه المملكة نحو الإستثمار بالقارة الإفريقية بين مؤيد ومعارض,وتلك سنة الحياة التي علمتنا أن الإختلاف في الآراء لايفسد للود قضية ,بل الإختلاف أساسه التكامل بين كل وجهات النظر. كما هو معلوم قبل كل جولة إفريقية ,فإن المصالح الخارجية لوزارة الخارجية تقوم بالتحضير وجدولة البرامج التي ستغطي الزيارة الملكية لكل قطر من أقطار إفريقيا ,وتقوم إدارة"لادجيد" بالدور الحاسم في تليين كثير من مواقف الدول وذاك ما يدخل في صميم إختصاصها. وبالعودة إلى موضوع الإستثمارات المغربية داخل القارة الإفريقية ,فإنه ولنوعية الإستثمارات جد الهامة وغير المتوقعة خصوصا "خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمملكة, " وكذا توقيع إتفاقية إنشاء مصنع للفوسفاط, لمساعدة إثيوبيا في تحقيق إكتفاء ذاتي من إنتاج الأسمدة والعمل على تصديرها في المستقبل المنظور. دون أن ننسى تهيئة خليج مدغشقر وغيرها كثير من المشاريع الضخمة التي ستساهم حتما في جعل المملكة المغربية تحتل الرتب الأولى في ما يخص المستثمرين الأجانب بالقارة,والتوجه لمثل هاته الإستثمارات النوعية مرده بالأساس إلى قاعدة" ضرب عصفورين بحجرواحد" ,فالدولة المغربية تعمل على إستثمارأموالها في سوق عذراء إقتصاديا ,إذ ستحقق مكاسب مالية خيالية وجد هامة ,وحينما تفرض نفسك كقوي إقتصاديا فإنك حتما ستسيطر دبلوماسيا في قادم الأيام وستتمكن من فرض كل توجهاتك بكل بساطة. ومن جهة أخرى, فإن الدولة المغربية ستربح الرهان بقوة فيما يخص قضيتنا الوطنية الأولى ,وتثبت للعالم أن المغرب كبلد يؤمن ببناء إفريقيا والمساهمة في طفرتها الإقتصادية من الداخل,كما عمل قبلها داخل البلاد من إستثمار ملايير الدولارات في البنيات التحتية ووضع مجموعة من المشاريع الإقتصادية المهيكلة التي ستساهم لا محالة في حصول طفرة نوعية مستقبليا إن تم الإلتزام بالحكامة كمبدأ في التسيير. وختاما, أطمئن كل القائلين بأن المملكة تقوم بإهدار مالها داخل القارة الإفريقية, فإن الأمر ليس كذلك ,حيث نجد القوة الإقتصادية العظمى في العالم كالصين تتقدم المستثمرين الأجانب بإستثمارت إجمالية تفوق ملايير الدولارات,ومايزكي طرح الطمأنة أن "هيلاري كيلانتون" من خلال كتابها "خيارات صعبة",خصصت فصلا كاملا لإفريقيا تحت عنوان إفريقيا :البنادق أو النمو, وتحدثت خلاله,على أن إفريقيا ستعيش مستقبلا مشرقا في العقود المقبلة ,وكل الفرص مواتية للإستثمار داخل البلدان الإفريقية وركزت بالخصوص على إثيوبيا وتانزانيا والسنغال ونيجيريا وغيرها كثير من دول القارة التي حرمها الإستعمار ومن بعده الحروب الأهلية من الفرصة المواتية لتحقيق نمو أفضل لشعوبها.