اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، أن عجز المجتمع الدولي عن مساعدة حلب هو عار، مشيرة إلى مسؤولية النظام السوري وداعميه الروسي والإيراني في الجرائم المرتكبة في المدينة المنكوبة. وقالت في خطاب أمام مؤتمر حزبها "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، أمس الثلاثاء، إن وضع حلب "عار"، مضيفة بالقول: "من العار أننا غير قادرين على إقامة ممرات إنسانية، لكن يجب أن نستمر في المحاولة". وانتقدت ميركل المجتمع المدني في بلادها قائلا إنها أصيبت بالصدمة لرؤية عشرات آلاف الألمان ينزلون ألى الشوارع للتظاهر احتجاجا على اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، لكن ليس للتظاهر تنديدا بإراقة الدماء في سوريا. وتابع قولها: "من الواضح أن شيئا ما في سياستنا غير مناسب، عندما ينزل مئات آلاف الناس إلى الشوارع بسبب اتفاقية التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة، بينما لا تثير عمليات القصف الوحشية في حلب، أي احتجاج شعبي تقريبا". وأوضحت المستشارة الألمانية بأن العالم بحاجة لمعركة دولية منسقة ضد "التهديد الذي يشكله الإرهاب الاسلامي"، وزادت قائلة "لكن بدلا من ذلك تدعم روسيا وأيران نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه". ويأتي خطاب ميركل بعد يوم على قيام روسيا والصين بإجهاض مشروع قرار ينص على هدنة لمدة 7 أيام في حلب. وكان رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، قد قال في تصريحات لوكالة "قدس برس" الأسبوع الماضي: "أشعر بأن العالم قد مات إزاء ما يجري من جرائم في سوريا، ولم يبق هناك ذو غيرة إنسانية أو قلب رحيم". ودعا بنكيران الدول الكبرى ذات القدرة على وقف مأساة سوريا إلى التحرك، وقال: "المفروض أن تتحرك الحدود الدنيا لدى المسؤولين في الدول الكبرى القادرة على التدخل في الشأن السوري لوقف هذه المجازر". وحث بنكيران روسيا على أن تكون قوة لحل الأزمة في سوريا لا أن تكون طرفا فيها، وقال: "ما يفعله النظام السوري بشعبه مسنودا بروسيا وغيرها يتجاوز كل الحدود الإنسانية، ولا يمكن فهم أسبابه الحقيقية". وأضاف: "السؤال هو: لماذا تدمر روسياسوريا بهذا الشكل؟ كان يمكن لروسيا أن تتدخل لإيجاد حل للأزمة وليس لتعميقها". وأثارت تصريحات بنكيران احتجاج موسكو على الرباط، حيث طلب السفير الروسي بالمغرب لقاء وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، أعقبه إصدار الخارجية المغربية لبلاغ انتقد ما قاله بنكيران عن روسيا، في واقعة أثارت الكثير من الجدل داخل المغرب وخارجه. وصفُ بنكيران لروسيا بأنها تدمر سوريا، لاق تفاعلا كبيرا من طرف النشطاء العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ "شكرا بن كيران" موقع تويتر في المنطقة العربية، بعدما غرد المئات من النشطاء والإعلاميين والمعارضون السوريين تأييدا لما قاله بنكيران وتعبيرا عن امتنانهم العميق لموقف رئيس الحكومة المغربي الداعم للثورة السورية، على حد قولهم. قناة الجزيرة بدورها اختارت عبد الإله بنكيران ضمن الشخصيات الأربع المتنافسة في سباق الأخبار على شخصية الأسبوع، حيث يتصدر بنكيران الترتيب بفارق كبير عن باقي الشخصيات إلى حدود كتابة هذه الأسطر.