علمت جريدة "العمق" من مصدر مطلع، أن مصالح الدرك الملكي بتنغير، قد اعتقلت ليلة أمس الأربعاء، الفاعل الجمعوي زايد تاقريوت، الذي ظهر على شريط فيديو يطالب فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب"التدخل لرفع الظلم الممارس على ساكنة تمتتوشت" التي تدخلت القوات العمومية أول أمس لفض اعتصامها بورش مشروع سد "تودغى". وأضاف المصدر ذاته، أن زايد تاقريوت، الكاتب العام الإقليمي لنقابة الفلاحين الصغار بتنغير، وكذا رئيس جمعية إرحالن للتنمية والثقافة والفلاحة والمحافظة على البيئة، قد جرى اعتقاله أمس، ساعات بعد ظهوره في فيديو ينتقد تدخل القوات العمومية في حق معتصمي "تمتتوشت"، ويصف ب"العنيف" في حق النساء والشيوخ والأطفال. وتضاربت الأنباء حول أسباب اعتقال الفاعل الجمعوي المذكور، بين من يقول بأن تصريحاته التي تضمنها الفيديو كانت السبب في ذلك، وبين من يؤكد أن الشركة التي تشتغل في ورش سد "تودغى"، وأعضاء بجماعة أيت هاني، هم الذين تقدموا بشكايات ضده بخصوص توقف الأشغال وكذا اتهامات من طرفه في خرجات له على وسائل التواصل الاجتماعي . وكان الفاعل الجمعوي زايد تاقريوت، أحد المشاركين في اعتصام ساكنة "تمتتوشت" بسد "تودغى" الذي قامت القوات العمومية بفضه، قد خرج بتصريح مثير، يطالب من خلاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتدخل ل"رفع الظلم الممارس على الساكنة". واتهم تاقريوت، في شريط فيديو يجري تداوله على "فيسبوك"، ب"الهجوم على الساكنة فجرا، وتعنيف المعتصمين، وإهانة نساء وشيوخ أطفال المنطقة والعلم الوطني"، مضيفا أنه اتصل بمحمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان وطالب مؤازرته. وأوضح المتحدث ذاته، أن "المسؤولين والمنتخبين والسياسيين، ارتكبوا أخطاء هي التي أفضت إلى اعتصام الساكنة"، مطالبا "الرئيس دونالد ترامب بمؤازرة الساكنة"، لافتا إلى أنهم ليسوا ضد بناء السد بل يطالبون فقط باختيار مكان أنسب لإقامته ويكون في مصلحة الساكنة. وطالب المجلس الأعلى للحسابات بإفتحاص ميزانية عمالة إقليم تنغير، وجماعة أيت هاني، مشيرا إلى أن "كل من هو ضد الدولة المغربية سنكون ضده، ولن نتساهل مع ناهي أراضي الجموع الملك الخاص، والمال العام". وكانت القوات العمومية، الأربعاء الماضي، قد تدخلت لفض اعتصام تخوضه ساكنة منطقة "تمتتوشت"، بإقليم تنغير، منذ أكثر من 53 يوما، حيث أكد نشطاء "وقوع جرحى واعتقال معتصمين خلال التدخل" الذي وصفوه ب"العنيف"، في حين نفى مصدر مسؤول وقوع أي مواجهات بين المعتصمين والقوات العمومية التي تم تسخيرها من طرف عمالة إقليم تنغير، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة بورزازات. وأكدت عمالة إقليم تنغير في بلاغ لها، أنه "بعد رفض المحتجين لكل الإنذارات القانونية، تدخلت القوات العمومية في امتثال تام للضوابط والأحكام القانونية لتفريق المتجمهرين، حيث تم إيقاف 11 شخصا، ستتم إحالتهم على العدالة، ونقل شخص واحد تظاهر بالإغماء إلى المستشفى للتأكد من حالته الصحية". وأضافت في بلاغ لها تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، أن هذا التدخل يأتي "حماية للأمن والنظام العامين، وبما يقتضيه ذلك من تحقيق للمنفعة العامة"، مشيرة أن المعتصمين "رفضوا كل قنوات الحوار، مصرين على الاستمرار في عرقلة إنجاز المشروع بدون وجه حق، بالرغم من كون هذا المشروع هو مطلب إقليمي، نظرا لما تعرفه بعض مناطق الإقليم من جفاف وحاجة إلى الماء، بالإضافة إلى دوره في الوقاية من الفيضانات". وتطالب ساكنة منطقة "تمتتوشت"، التي تخوض اعتصاما منذ شهر نونبر الماضي، بورش بناء سد "تودغى"، احتجاجا على ما أسموه "الغموض الذي يطال هذا المشروع"، مطالبين ب"توضيح دقيق لحيثيات المشروع ومساحة الأرض المخصصة له وكذا تعويضات ذوي الحقوق، ومصير الطريق الرابطة بين تمتتوشت وتنغير". وتطالب الساكنة كذلك بربط منازلهم بالماء الصالح للشرب، وفتح تحقيق جدي ومسؤول للكشف عن مصير 760 مليون سنتيم المخصصة لهذا المشروع منذ 2013، مطالبين بحق أبنائهم في التعليم من خلال بناء إعدادية تقي عشرات التلاميذ من الهدر المدرسي، وتشييد دار للولادة تستقبل النساء الحوامل، وتوسيع مستوصف تمتتوشت ليستجيب لتطلعات الساكنة.