احتار المتتبعون في توصيف ما حدث ويحدث داخل البيت الرجاوي؛ هل هي أزمة أم لعنة أم ماذا بالضبط؟ فبذور ما يعيشه الرجاء من أزمة بدأت منذ تولّي المغضوب عليه جماهيريا سعيد حسبان زمام المسؤولية خلفا لمحمد بودريقة، المتهم من قبل الأول ليس فقط بالمسؤولية عما وصل إليه النادي من نفق مسدود، بل بالمحرِّض والمحرك للمياه الراكدة. التتويج الأخير بالكأس الفضية لم ينجح في ردع التصدعات التي باتت تنال من جدران القلعة الرجاوية، ولم يفلح في إصلاح ما أفسدته الحسابات السياسية الضيقة-كما يعتبرها البعض- حسابات أغرقت النسر الأخضر في مستنقع آسِنٍ يحتاج لسنوات وسنوات ليخرج منها. تبادل للتهم ومصالح ذاتية تتسارع في مقابل مصلحة رجاوية عليا تنهار والنتيجة واحدة لا خيارات للهروب منها،هي أزمة لا تسر إلا خصوم وأعداء الفريق،ومحيط الغضب يتسع شيئا ويتراكم لينفجر في أي لحظة،احتجاجات وإضرابات فاستقالات وما زال من يتمسك بمنصب المسؤولية يرفض المغادرة ويستقوى بصناديق الاقتراع التي وضعته على رأس المسؤولية ولا يريد الخروج إلا عبرها. الكل يُجمع على أن ولاية حسبان كانت أسوا فترة مرّ منها فريق نال وصافة الموندياليتو سنة 2013 ،لكن بالمقابل القليل هم من يدركون أن الرجاء اليوم ليس في حاجة إلى تغيير في الأسماء وتبادل للأدوار، بقدر ما هو في حاجة إلى مشروع رياضي حقيقي ومتكامل. أزمة الرجاء ستظل تدور في حلقة مفرغة مادام النقاش الراهن ليس منصبا على هذا الجانب،والمغرب سيقدُم قريبا على تغيير أنظمة الأندية من نظام الجمعيات القائم حاليا إلى نظام الشركات والمقاولات وهو نظام مبني على المشاريع الربحية التي ستعود بالنفع على أنديتنا ؛فالرجاء في حاجة ماسة لمشروع حقيقي ينتشلها من الغرق، هذا المشروع يقوم على جلب استثمارات للفريق بالبحث عن مستثمرين و مستشهرين جدد من الخارج لتعزيز الوضع المالي للفريق. على أي حال الرئيس تفطن مؤخرا لما يحدث داخل البيت الأخضر، فبعد استقالة عدد من الأعضاء وجد نفسه وحيدا خارج السرب، وحدد موعدا لعمومية الرجاء في مستهل العام الجديد، ونتمنى أن تكون بداية السنة الجديدة فأل خيرٍ لأسرة الرجاء لتحقيق أفضل بداية وإقلاع حقيقي نحو الإستقرار. [email protected]l.com