في مشهد كهذا يفتقد الزعيم الأخضر، فمثله أصفر و أحمر على رؤوس الأعلام اعتلوا الساحة، لو كان القذافي و هو الرجل الفكه على ما فعل في شعبه، و ما أهون ما فعل بما يراه اليوم أهل المغرب الأدنى، لأفتى في تصدر رجل أمريكا الجمهوري رئاسة البيت الأبيض، غير أن الربيع و ما تلاه من شنيع الفعال أودع ليبيا حيث الفوضى، و سوريا حيث القتل و الدمار...و أفرز دولة الخلافة البشعة، و أعاد الحياة لدورة الإرهاب والخوف من الإسلام كمصدر له كما يروجون. العالم الجديد يتبلور بزعاماته القبلية المنكفئة، أو اليمينية المتطرفة أو السلطوية المستبدة، فترامب وهو يهنأ من بوتين و السيسي و النتنياهو، أو ينشط لفوزه رؤساء أحزاب يمينية في أوربا كفال حسن، بينما يتوجس من نصره زعماء فرنسا و ألمانيا...مثال لتلك الصورة الجديدة لكيمياء علائقية تنشط بين هؤلاء العتاه، و آخرون كثر بوأتهم الصناديق رئاسات حكوماتهم كرئيس الفلبين مثلا أو توارثوها من قديم كرئيس كوريا الشمالية. بهؤلاء، كيف سيمضي العالم، و بالضبط المنطقة العربية و الآسيوية، حيث حروبها الإقليمية تتصدر الساحة، و الحروب هنا بلون الطائفية، وهذا أمر آخر يعقد المسألة و يخدم كل الزعماء و الدكيتاتوريين المتوشحين برداء الدين و القومية لرص الصفوف بشعوب تقاد باسم العاطفة و العصبية و العنصرية الدينية؟ خطابات ترامب السابقة، أزعجت الكثيرين، و عنصريته الطافحة أخافت دولا و قيادات، و أراءه اتجاه قضايا محورية، فرح لها من هم على شاكلته ، واكفهرت لها وجوه خاصة في شأن تغير خط السياسة الأمريكية ، وفي هذا لربما عظم الإعلام الأمر، فمع كل أربع سنوات يتكرر المشهد الأمريكي، و سبق ترامب بوش و كان على جهله، و ظلت أمريكا هي أمريكا، فما المستجد المستحدث الذي قد يأتي به الرجل الأصفر؟