انتهى ماراتون مقابلات دوري أبطال ، إفريقيا بإحراز الفريق المغربي الوداد البيضاوي اللقب الغالي بعد مجهودات ذهنية و رياضية بالغة الأهمية و القيمة . و هكذا و بعد أن عاد الوداد بالتعادل الإيجابي : ( 1 – 1 ) أمام نادي الأهلي بملعب برج العرب بالإسكندرية ، تمكن مرة أخرى من إلحاق الهزيمة بنادي القرن كما يقال ، و بهدف أسطوري شارك في صناعته كل اللاعبين ، لكي ينتهي الأمر بالمبدع بنشرقي الذي تلاعب بالدفاع المصري و تجاوزه بمراوغة سحرية " و لا أروع " ، ليترك صديقه وليد الكرتي يضع حدا لأحلام المصريين بالفوز برأسية مركزة ، أخرجت لاعبي الأهلي و طاقمه التقني عن جادة الصواب . و لسنا في حاجة إلى التأكيد على المكانة المرموقة التي يحظى بها الأهلي عربيا و إفريقيا ، و الألقاب المحلية و الإفريقية التي يحفل بها رصيده التاريخي الكبير ، و الدور البارز الذي لعبه و مازال في تطعيم المنتخب المصري بأجود اللاعبين المتفوقين . بيد أن ما أثار انتباه المعنيين بالشأن الكروي الإفريقي و العربي ، هو عدم اعتراف المصريين بالهزيمة ، و تحميل حكم المقابلة مسؤولية الإقصاء فضلا عن " الحظ " الذي كان إلى جانب الوداد ، لا بل إن الإعلام المصري ممثلا في كم هائل من القنوات التلفزيونية ، خصص برامج رياضية موسعة للقدح في التحكيم الإفريقي ، و الدفاع عن " أحقية " الأهلي في إحراز البطولة ، عبر لقاءات حوارية شوفينية موغلة في حب الذات ، تبرز " عظمة " ناديهم الفرعوني الذي لا يقهر ، بل و أحيانا لا يتم ذكر فريق الوداد المغربي أثناء " المرافعة " الإعلامية بالغة الاختلال . و الواقع الذي لا مجال لنكرانه ، أن نادي الأهلي المصري لم يواجه الأشباح ، بل إنه كان في نزال كروي عالي الجودة و أمام نادي كروي آخر اسمه الوداد البيضاوي المغربي ، الذي يعد بدوره من أعرق النوادي الرياضية العربية و الإفريقية ، و يحفل تاريخه القديم و الحديث بألقاب محلية و قارية سجلت بمداد من ذهب ، و خلفه جماهير استثنائية تحظى باحترام خبراء الرياضة العالمية . – لم يتمكن الأهلي من الفوز على الوداد في قلب مصر ، و خرج منهزما أمامه بالقلعة الحمراء بمركب محمد الخامس ؛ مقبرة النوادي " المتعجرفة " ، فكان لا بد من شماعة لدفع الخسارة بعيدا : ضعف التحكيم و الخطة الدفاعية للمدرب الكفء الحسين عموته . فأما التحكيم فقد أجمع المختصون في كل الفضائيات الرياضية المحايدة على سلامة قرارات السيد غاساما ، الذي طالما تغنى به الإعلام المصري غير المنصف ! و أما الخطة " الدفاعية " الودادية ، فهي مجرد وسيلة استراتيجية محكمة البناء و الترتيب لتحقيق هدف الفوز بالبطولة ، و في اعتقادي الشخصي لو لعب الوداد بخطة هجومية ، ربما كان سيفوز و بأهداف كثيرة ، خاصة و أن الأهلي لا يملك مهاجمين حرفيين يستطيعون تهديد مرمى الخصم بشكل مؤثر ، بالإضافة إلى ذلك فإن دفاع الأهلي بالغ السوء و الهزال ، و انظروا كيف تلاعب به أوناجم في مواجهة الذهاب و بنشرقي في موقعة الإياب .. و عليه ، كان على مسؤولي نادي الأهلي المصري أن يتعاطوا إيجابيا مع الهزيمة التي هي مجرد إخفاق كروي يحدث باستمرار لكبار الأندية العالمية الراقية ، و أن يعترفوا بأنهم لم يكونوا موفقين أمام خصم عنيد ، و مصر على إحراز الكأس الإفريقية بالطريقة التي يراها هو لا غيره الأنسب لذلك ، حتى لا نكون أمام سقوطين اثنين ؛ رياضي و أخلاقي . فالنوادي العظيمة تظل كبيرة في الفوز و الخسارة . فقليلا من النرجسية و حب الذات و كثيرا من المصداقية و إنصاف الآخرين ، فمصر رغم احترامنا و تقديرنا لمكانتها العربية الهامة ، ليست مركز الكون !