نتابع مستجدات عصابة المخدرات في المغرب وكلما تقدمت عصابة المخدرات كلما تأكد لنا إضعاف الدولة، من مدينة طنجة شمالا حتى مدينة الداخلة جنوبا تتحرك عصابات الكوكايين بكل حرية ليس نتيجة تمويهها والتنقل عبر مسالك وعرة كأننا في البرازيل! بل تتحرك عبر الطريق الوطنية رقم واحد بشكل رسمي وتدخل من ميناء الداخلة بشكل شبه علني! ونتذكر إنذار الاتحاد الأوروبي للمغرب بخصوص سفينة مخدرات الكوكايين على مقربة من ميناء الداخلة فتدخل الدرك الحربي و أوقف باخرة مملوءة بالكوكايين، بعد ذلك أوقف المكتب المركزي للأبحاث القضائية شحنة كبيرة من الكوكايين تقدر بطنين ونصف قرب مدينة الصخيرات، بعدها اهتز الرأي العام المغربي على واقعة مراكش و اطلاق الرصاص الحي على زبناء مقهى لا ناقة لهم ولا جمل في ما يقع، وبعد التحريات اكتشفت الشرطة أن المستهدف كان صاحب المقهى بسبب تصفية حسابات مع مافيا كان ينتمي لها، ناهيك عن 19 شخص معتقل لدى البوليساريو بسبب تورطهم مع شبكة في منطقة كلميم وادنون تتجار في التجارة الدولية للمخدرات. المغرب يتجه إلى الهاوية وبشكل سريع، لماذا لإن من يقومون بتبييض الأموال لا يهمهم لا الربح ولا الخسارة بقدرما يهمهم أن تجارة الكوكايين تظل مستمرة وهنا سنستحضر بعض الأمور السياسية: تعرض رئيس جهة الداخلة لمحاولة العزل من منصبه وتم تزوير الوثائق لكي يبعدوه عن رئاسة جهة الداخلة لكنهم فشلوا! والسؤال هنا هل لعصابة الكوكايين أمر في ذلك؟ هل كانت العصابة تريد رئيس جهة قريب من أشخاص مسؤولين في الداخلية وفي بعض الأحزاب لكي تستمر التجارة كما ينبغي؟ نفس الشيء وقع لرئيس جهة كلميم وادنون حيث تنتشر تجارة المخدرات في المنطقة، حاولوا بشتى الوسائل إزاحة رئيس الجهة وحكموا بعزله في محاكم أكادير ونعلم حجم تجارة المخدرات في أكادير بل بعض الضيعات ترفع شعار الخضروات وفي الحقيقة تتاجر بالممنوعات. لكن محاكم الرباط انصفت رئيس جهة كلميم وادنون وبقي رئيسا للجهة. برلمانيون ثروتهم مشبوهة دون أن تحقق الدولة في ذلك وتحمي أمنها بل تجاهلت ذلك وظلت ثروة بعض السياسيين تكدس بشكل خطير. المتضرر الأول من تبييض الأموال في المغرب هو حكم الملك محمد السادس، لإن تجار المخدرات لا يكنون بالولاء لأي كان فقط للمال ومن خرج عن عصا الطاعة تتم تصفيته. بل الخطير أن جميع الجماعات المسلحة تعتمد على تجار المخدرات في إدخال الأسلحة، والسؤال؟ كم من الأسلحة توجد في المغرب؟ لإن من أدخل باخرات من الكوكايين إلى المغرب يستطيع إدخال الدبابات وليس فقط أطنان الكوكايين. المغرب منذ سنة 1994 أثناء الهجوم على فندق أطلس أسني بمراكش قطع قطعا باثا مع المافيا وأحكم قبضته على أمنه الداخلي ومنذ سنة2012 بدأ المغرب يتقهقر وبدأت الثروة المشبوهة المرتبطة ببعض السياسيين وبعض الأمنيين وبعض رجال القضاء تظهر بشكل علني دون أن تتحرك الدولة وتساءلهم لهم من أين لكم هذا؟ بعد تبييض المشاريع بدأ تبييض بعض مؤسسات الدولة وبعض الأحزاب، إنه تبيض سياسي بطعم مشبوه ومشوه وما أخشاه أن ينتقل التبييض للقصر الملكي فيصبح معيار الوطنية مرتبط بشحنة الكوكايين أو المخدرات! على غرار بعض الدول اللاتينية التي تنتشر فيها تجارة الكوكايين وفي سجونها توجد معاملة خاصة للمعتقلين من تجار المخدرات حيث يديرون شبكاتهم من داخل السجن في بعض دول أمريكا اللاتينية وهو ما يقع في المغرب منذ مجيئ صالح التامك وتوليه إدارة السجون حيث كشفت الأبحاث أن شحنة الكوكايين التي تم القبض عليها قرب الصخيرات كانت تدار من داخل السجن وهو ما نعتبره تبييض للمؤسسة السجنية. دون أن ننسى سفر مسؤول حزبي إلى أمريكا اللاتينية وكذلك تردد بعض المسؤولين من هناك ولقائهم معه في مراكش. لكل ما ذكر( وليس كل ما يعرف يقال) نقول يا جلالة الملك اضرب بيد من حديد قبل فوات الأوان وقبل تبييض الدولة وتبييض الحكم من طرف مافيا المخدرات التي إخترقت الأجهزة والقضاء بمباركة من بعض أشباه السياسيين.