أسئلة كثيرة تطرح نفسها في واقعة الاعتداء على أستاذ ورزازات، خصوصا بعد أن تأكد من خلال مصادر متطابقة أن الأستاذ ظل ولسنوات ضحية للاعتداءات المتكررة من طرف تلاميذه، كما أنه يعاني من اضطرابات نفسية، مما يجعل سؤالا محيرا يطرح بإلحاح: لماذا لم يسبق للأستاذ أن قدم شكاية ضد التلاميذ المعتدين؟ ولماذا لم تتدخل المديرية الإقليمية بورزازات لمنح الأستاذ رخصة مرضية؟. حقوقيون تحدثوا لجريدة "العمق"، أجمعوا أن الحلقة المفقودة في واقعة الاعتداء على أستاذ ورزازات قد تدين المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بورزازت، خصوصا وأن المشكل يعود إلى سنة 2014، حيث أن الأستاذ يعاني من مشاكل ومتاعب نفسية وقد كان دائما عرضة للمشاكل والصراعات مع المتعلمين. وتساءلوا لماذا لم تتدخل المديرية الإقليمية رحمة بالأستاذ ورحمة بالمتعلمين، أم أنها كانت تنتظر "وجود الدم"، متسائلين كذلك، لماذا لم تتدخل لحل المشكل إلى أن تسرب فيديو الاعتداء لتسارع إلى إصدار بلاغ غير مؤرخ وغير موقع حول القضية في يوم الأحد بعد أن انتشر الفيديو وتدخلت النيابة العامة واعتقل التلميذ في حين أن الواقعة تعود إلى يوم الثلاثاء الماضي. وأضاف نشطاء حقوقيون أن "التلاميذ لن يتفهموا بالطبع أن يكون الأستاذ يعاني من مشاكل صحية قد تجعله يسبهم ويهينهم وهم بالطبع قد يثورون وقد يعتدون عليه لفظيا وجسديا"، مضيفين أن "الأستاذ تم تنقيله أصلا من الثانوي إلى الإعدادي ثم أعادته المديرية الإقليمية إلى تدريس الثانوي، عوض أن تعطيه رخصة مرضيا". واعتبر ذات المتحدثين أن "التلاميذ مهما كانوا لن يتحملوا بعض الألفاظ والتصرفات من أستاذ لديه مشاكل نفسية واضطرابات، لذلك فستكون ردود فعلهم متوقعة وطبيعية"، مؤكدين أنه "كان على المديرية الإقليمية ومدير الثانوية التدخل وعدم إسناد القسم للمدرس وكان بالإمكان تكليفه بالخزانة مثلا أو بالحراسة إلى أن يعالج". وعودة إلى تصريح سابق لنقابي بورزازت حول واقعة الاعتداء، فقد أشار أن إدارة المؤسسة سبق لها وأن راسلت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بورزازات من أجل نقل الأستاذ إلى مؤسسة أخرى بعد الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها، مضيفا أنه تم تكليفه بتدريس أقسام الإعدادي، قبل أن يعاد تكليفه بأقسام الثانوي من جديد. وأثارت حادثة الاعتداء على الأستاذ داخل الفصل الدراسي بثانوية "سيدي داود" التأهيلية بورزازات، غضبا عارما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، "من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية". إلى ذلك، أوقفت قوات الأمن بورزازات، اليوم الأحد، تلميذا قاصرا يبلغ من العمر 17 سنة، وذلك على خلفية ظهوره في مقطع فيديو يوثق لاعتدائه على أستاذه داخل الفصل الدراسي بالثانوية التأهيلية سيدي داود بنفس المدينة.