أشرفت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الجمعة، على إطلاق الشطر الثاني من أشغال إعادة تهيئة حديقة التجارب النباتية بالرباط . وكان الملك محمد السادس، قد قام في يونيو 2013 بتدشين حديقة التجارب النباتية بالرباط التي خضعت لأشغال كبرى لإعادة تهيئتها. وبهذه المناسبة، قدمت كاري دونكان، مهندسة المناظر الطبيعية، للأميرة شروحات حول حالة الحديقة وتركيبة المشروع وإدماجه في سياقه الحضري مع مقترحات تهم التهيئة، وكذا المكونات النباتية. من جهته، قدم المهندس محمد كمال أونعيم، للأميرة للا حسناء شروحات حول البيوت البلاستيكية والبنايات وفضاءات استقبال العموم المقرر إنجازها في إطار إعادة تهيئة حديقة التجارب النباتية بالرباط . بعد ذلك، قامت الأميرة بزيارة تفقدية للحديقة المخصصة للنباتات من أنواع الصبار، والحديقة المائية التي تطل على المساحة المخصصة مستقبلا للنباتات الطبية، كما زارت سموها الجهة العليا للحديقة، التي تتيح إطلالة على المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتبرز الرابط الحضري بين شبكة خط الطرامواي الأخضر للمدينة، وتوفر نظرة مفتوحة على الحديقة. كما قدمت الأميرة للا حسناء المساحة التي ستعرض فيها الأنظمة الإيكولوجية المغربية، والفضاء الذي ستقام فيه الأنشطة الثقافية ومجموعة البصيلات النباتية المغربية. ولدى وصولها إلى حديقة التجارب النباتية بالرباط استعرضت الأميرة للا حسناء تشكيلة من القوات المساعدة أدت لسموها التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموها وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية نور الدين بوطيب، ورئيس مجلس إدارة مجموعة القرض الفلاحي للمغرب طارق سجلماسي. كما تقدم للسلام على الأميرة للا حسناء، النائب الأول لرئيس مجلس جهة الرباط-سلاالقنيطرة محمد عواد، والنائب الأول لرئيس مجلس جماعة الرباط لحسن العمراني، ومدير المعهد الوطني للبحث الزراعي محمد بدراوي، ومهندسو المناظر الطبيعية كاري دانكان وفاضل لكراوي ومحمد كمال أونعيم. وتحتوي هذه الحديقة، التي أحدثت سنة 1914 على مساحة إجمالية قدرها 17 هكتار ( 10 هكتارات في عالية الحديقة و7 هكتارات في سافلتها)، على ثروات بيولوجية ذات قيمة ثمينة، حيث تضم في المجموع أزيد من 650 نوع من النباتات الزينة والمثمرة من أصول مختلفة: محلية، استوائية، شبه استوائية وصحراوية. وتحتضن الحديقة برنامجا للبحث العلمي حول استغلال النباتات الغريبة وبيتا على النمط الموريسكي يتميز بهندسته العربية الأندلسية ويشتمل على متحف دائم مخصص لموضوع الماء والضوء. وتقترح حديقة التجارب النباتية أنشطة بيداغوجية حول تاريخ الحديقة، وفي ارتباط مع البرامج المدرسية مواضيع متنوعة مثل الماء والنباتات الطبية والعطرية. وتعد حديقة التجارب النباتية بالرباط مركزا للتربية البيئية في خدمة الجمهور العريض، وفضاء مثاليا للحفاظ على التراث البيئي الوطني، ومركزا للموارد البيولوجية من أجل الأبحاث العلمية، علاوة على كونها فضاء يضم عينات نباتية مخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي. كما تعتبر حديقة التجارب، التي توجد في قلب مدينة الرباط والتي أدرجت ضمن التراث التاريخي الوطني سنة 1992، بمثابة رئة خضراء حقيقية لعاصمة المملكة التي صنفتها اليونسكو سنة 2012 ضمن التراث العالمي للإنسانية.