اعتبر المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، أن نشطاء الحراك الذين تتم محاكمتهم، ورجال الأمن الذين تم تقديهم كضحايا في محاكمة الزفزافي ورفاقه، "كلهم ضحايا سياسة الدولة الخاطئة في منطقة الريف". وقال المتحدث في تصريح لجريدة "العمق" أثناء جلسة المحاكمة العلنية الأولى لمجموعة الزفزافي بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، إن "الدولة مطالبة بالوقوف على نفس المسافة من جميع الأطراف، ولا يمكنها بشكل منطقي أن تنصب نفسها طرفا مدنيا لجزء من الشعب في مواجهة جزء آخر". واعتبر أن محاكمة الزفزافي ورفاقه المعتقلين بسجن "عكاشة" بالدار البيضاء، تمت بناء على تصور خاطئ، إثر اتهام نشطاء الريف بأنهم انفصاليون وأعداء للوحدة الترابية، في وقت كانوا فيه يطالبون بمطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية صرفة. وتابع المتحدث قوله، إن "الدولة بمفهوهما الجديد، دولة الحق والقانون والعهد الجديد ودولة ما بعد هيئة الإنصاف والمصالحة، يفترض فيها أن تحمي المعتقلين والضحايا على حد سواء، لأنهما ضحايا سياستها في الريف". وانطلقت بالغرفة الجنائية الإبتدائية بمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، أول جلسة محاكمة علنية لقائد حراك الريف ناصر الزفزافي ومجموعته، بالموزاة مع الجلسة الرابعة من محاكمة مجموعة "احمجيق"، بحضور عشرات المحامين الذين يرافعون عن 55 معتقلا موزعين على المجموعتين. ففي جو متوثر بين محامي معتقلي حراك الريف وممثل النيابة العامة، خلق قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، الحدث في جلسة محاكمة مجموعته التي تضم 32 متابعا، ملمحا إلى أن نشطاء الحراك تعرضوا للتعذيب عند اعتقالهم، قبل أن يقرر القاضي رفع الجلسة وتأجيلها إلى 31 أكتوبر الجاري. ورغم أن القاضي رفض منح الزفزافي الكلمة أثناء جلسة المحاكمة إثر تقدم دفاعه بملتمس في الموضوع، إلا أن قائد الحراك تحدى قرار القاضي وقال في كلمة مقتضبة له: إن "تواجدنا في هذه المحكمة هو نتيجة المقاربة الأمنية الفاشلة للدولة في منطقة الريف". الزفزافي خاطب المحكمة بالقول: "يجب عليكم التجرؤ على من عذبونا واغتصبونا هناك"، متابعا قوله: "إرادة للشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر"، مرددا بعد ذلك شعار "الموت ولا المذلة"،متابعا قوله: "إرادة الشعب من إرادة الله وإرادة الله لا تقهر، وانتم تمنعون كلمة الحق وترفضون المحاكمة العادلة". كلمة الزفزافي أثارت حماسة باقي المعتقلين الذين كانوا جالسين في المقاعد الأولى أمام القاضي في القاعة 7 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث رددوا مع الزفزافي شعار "الموت ولا المذلة"، قبل أن تهتز القاعة بترديد نفس الشعار من طرف عائلات المعتقلين والنشطاء الحقوقيين الحاضرين.