قرر سكان جماعة "القصابي" بملوية، التابعة لعمالة ميسور، خوض معركة "الأمعاء الفارغة" بعد أن انتصرت محكمة الاستئناف لآل الصفريوي في قضية "عرقلة" المحتجين لعمل الشركة. المحتجون المطالِبون بالعمل في مقالع الغاسول "المحتكرة" من طرف شركة الصفريوي، حكم عليهم في الابتدائية، العام الماضي، بغرامة مالية قدرها 200 درهم لكل فرد و10 آلاف درهم للجماعة وشهر سجنا موقوف التنفيذ، لتأتي مرحلة محكمة الاستئناف، شهر أكتوبر الماضي، مؤكدة لنفس الحكم. في هذا السياق، قال الحسين الشليح، أحد المحتجين، إن "الحكم جاء لتكميم الأفواه ولن نخضع له وسنواصل معركتنا النضالية"، مؤكدا أنهم لن يدفعوا درهما واحدا لأن اتهامات الصفريوي باطلة ولم يعرقلوا العمل والشهود كانوا لصالحهم، على حد تعبيره. وأضاف الشليح، في اتصال هاتفي مع جريدة "العمق"، أن وقفاتهم الاحتجاجية جاءت تماشيا مع الخطاب الملكي لسنة 2015، الذي أكد على ضرورة استفادة الفئات المعوزة من الثروات المحلية، مشيرا إلى أن المعطلين بالمنطقة من حقهم العمل بالمقالع التي تمتد لأكثر من 27 ألف هكتار و"تحتكرها" عائلة الصفريوي 50 سنة. من جهته أكد أحمد حاجي، ممثل الشركة الوحيدة المنافسة لشركة الصفريوي في التنقيب عن مادة الغاسول، أن سكان "القصابي" يطالبون فقط بحقهم في لقمة العيش، لافتا إلى أن المحتجين سيضربون عن الطعام في حال لم تستجب السلطات لمطالبهم. وفي تصريح لجريدة "العمق المغربي" الإلكترونية، قال حاجي أن كل من شركتهم لا تستغل سوى 231 هكتار في التنقيب، و2 هكتارات ونصف في الاستغلال، في الوقت الذي ما تزال شركة "الغاسول ومشتقاته" تهيمن على ما تبقى من مساحة المقلع والبالغ مساحتها أزيد من 21 ألف هكتار. وطالب حاجي من الجهات المسؤولة فتح طلبات عروض عديدة بما يمكن من توسيع رقعة المنافسة لاستغلال باقي الهكتارات المترامية الأطراف بجامعة لقصابي بين مدينتي ميسور وميدلت، وذلك بما يعود بالنفع على المنطقة وساكنها والاقتصاد الوطني بشكل عام. المتحدث ذكر لجريدتنا أن شركتهم وعلى الرغم من حداثة تجربتها وتأسيسها، إلا أنها تمكنت من تشغيل أكثر من 20 فردا، وهو ما يعني 20 أكثر من 20 أسرة من أبناء المنطقة، مشددا على أن دخول شركات أخرى لاستغلال الغاسول سيضع حدا للبطالة بمنطقة ميسور كلها. يذكر أن شركة "أمنضار" تتشكل في معظمها من أبناء المنطقة، والذين سبق لهم أن خاضوا العديد من الأشكال الاحتجاجية والنضالية سواء على المستوى المحلي أو المركزي من أجل تحرير مقلع الغاسول من الاحتكار.