انتقلت صباح يوم الأربعاء 11 أكتوبر 2017 من مدينة القنيطرة إلى الرباط، كنت شارد الذهن ينقصني بعضا من التفاؤل لأنني قررت هذا الصباح التوجه للسلطة المحلية (ولاية الرباط) حتى أخبر هذه الإدارة كتابيا بعقد مؤتمر تأسيسي لمنظمة اعرف مسبقا انها غير مرغوب بها لدى المخزن العتيق وحزبه. ولأن هذه السلطة ترفض الملف القانوني لأي منظمة مستقلة إذا لم تقم بالتصريح قبل موعد المؤتمر ب 48 ساعة فقد ارتأيت ان أضع بين يدي موظف بقسم الضبط ورقة الإخبار تمعن طويلا بها.. "ممم هذا المؤتمر سينعقد بمقر …" قلت له "بمقر AMDH". خرج من مكتبه وولج مكتبا آخر يتواجد به موظف برتبة "قائد" وبعد دقائق من "الدردشة" جاء صاحب مكتب الضبط ليعلن في وجهي "رسميا" أن الوثيقة مرفوضة "يمكنك وضعها بمكتب قائد أكدال". كنت متيقنا أن السلطة ترفض إعادة تأسيس هذا التنظيم ولهذا السبب يقومون بالتحايل وخرق القانون في واضحة النهار، الرسالة وصلت، نريد في هذه المنظمة تبسيط العلم والمعرفة للناس وتنويرهم والدولة ضد ذلك. يبدوا هذا واضحا في تلفزتها ومدرستها. الجهل سياسة ممنهجة.. تبدو "الإدارة" عدو حقيقي يسعى إلى القضاء عليك في أي لحظة، وتبدو واجهة ولاية الرباط باب من أبواب الجحيم السبع. لم نستفد أي شيء من "الخطاب" الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش كل شيء كان مجرد حبر على ورق..انه واقعنا المر كما أن فضاءات المشاركة والمجتمع المدني مسيجة "بالمخازنية".. وكما يعلم الجميع مقاومة المخزن بدعوى سيادة القانون والحق يمكن أن يؤدي بالشخص إلى السجن.. ذلك يعتبر "مسا بمصالح المخزن" وقد تترجمه النيابة العامة إلى "المس بأمن الدولة". وانا أخطو خطواتي خارج الولاية وبعد هذه الخلاصات المثيرة للاشمئزاز، قطعت مسافات ووصلت عند القايد: تمعن بمضمون تصريحي قليلا وقال "الدخول البرلماني تزامن مع مؤتمركم.. هل يمكنكم تأجيل المؤتمر؟ المهم لن أتسلم منك هذه الوثيقة اطلب منك العودة إلى حيث أتيت.. ولاية الرباط". وأنا في طريقي إلى الاصطبل (الولاية) وجدت أن مشكلتي ليست مع موظفين بسطاء أو القايد أو حتى والي عاصمة المغرب، إنه نظام سياسي مختل يعتبر مجموعة من المواطنين الشباب "ضده" وجب وقفهم عند حدهم ومراقبتهم. عدت إلى الاصطبل وجدت هناك عشرات المحتجين بعضهم يرفع شعارات مكتوبة والبعض الآخر يردد بعض الشعارات.. وبعض اخر كان يحاور إحدى الصحافيات بجريدة "الأحداث المغربية". لن تنشر شيء عن قصتكم إنها يومية تنشر تقارير الأجهزة الأمنية فقط هذا ما دار بيني وبين نفسي وانا ابتسم ابتسامة ساخرة من وطن مجنون..