على عكس العديد من "الادعاءات" التي رأت في حديث مولاي امحمد الخليفة القيادي الاستقلالي، عشية انتخابات 7 أكتوبر، أن حزب العدالة والتنمية هو من سيتصدرها، هو محاولة من الخليفة للتقرب من البيجيدي، أكد مصدر مقرب من القيادي الاستقلالي أن علاقة الخليفة بالعدالة والتنمية تعود لزمن طويل ولم تكن فقط منذ وصول البيجيدي للحكومة. وأوضح المصدر ذاته، أنه بالرغم من أن الاتجاه العام سنة 2010 كان يسير نحو "التمكين" لحزب الأصالة والمعاصرة ومنحه الوزارة الأولى، وذلك قبل اندلاع أحداث الربيع العربي، إلا أن مولاي امحمد الخليفة، كان له رأي آخر عندما تنبأ في محاضرة له بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، قبل حوالي سنة من الربيع المغربي، بأن حزب العدالة والتنمية سيتبوأ المرتبة الأولى في التجربة الديمقراطية وسيكون عبد الإله بنكيران وزيرا أولا. وأفاد مصدر الجريدة أن الزوبعة المثارة حاليا في بعض الأوساط المراكشية حول تصريحات القيادي الاستقلالي بشأن البيجيدي، هي صادرة عن أناس "لا يعرفون تاريخ الخليفة وعلاقته القديمة بالبيجيدي"، مستدلا على ذلك بمحطات عدة كان فيها الخليفة وقيادة البيجيدي يلتقيان في القراءة السياسية لتطورات المشهد السياسي والموقف من الديمقراطية. وأكد المصدر ذاته أن "الخليفة يؤمن منذ زمن طويل بأن المشترك مع حزب العدالة والتنمية أقوى بكثير عن المختلف فيه معه، وأن الذين يحاولون خلق الخصومة مع حزب المصباح يحاولون أن يجعلوا من أهدافهم تحطيم كل ماهو جميل في البلاد"، مشيرا أن "الخليفة من بين الذين حذّروا بقوة من أن أي تزوير للعملية الانتخابية سيعرض البلد لخطر داهم في الحاضر والمستقبل". مصدر الجريدة ذكّر أيضا بموقف قوي لمولاي أحمد الخليفة قبيل انتخابات 2015 حيث قدم كلمة توجيهية إلى جانب بنكيران بملعب الحي الحسني بمراكش في إطار فعاليات الدورة الحادية للملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، وهي الكلمة التي اعتبرها مصدر الجريدة بأنها كانت "وقودا في خزان العدالة والتنمية"، مما يعني أن تصريحات الخليفة الأخيرة التي تنبأ فيها بترؤس بنكيران لحكومة ثانية لا صلة له بما روجه البعض من كون الخليفة يسعى للاستوزار في الحكومة الجديدة بعدما لم ينل ذلك في الحكومة الأولى بسبب اعتراض الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي عليه، وفق تعبير المصدر ذاته.