أثار المقال الذي كتبه إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الثلاثاء، ودعا فيه إلى المصالحة والتخلص من الخصومات الجوفاء والأحقاد العمياء، (أثار) الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أثار المقال ردود فعل متباينة من طرف نشطاء "الفيسبوك"، بين ساخر ومشكك في الكاتب الحقيقي، وبين من اعتبر أن ما كتبه زعيم حزب الجرار دليل على استسلامه بعد انتخابات 7 أكتوبر، ومؤشر على أن المعارضة ستظل بدون أحزاب في الولاية المقبلة. الناشط حسن حمورو كتب في تدوينة له: "بغينا سي إلياس العماري يقرا علينا المقال لي نشروه بسميتو باش نتأكدو أنه هو لي كاتبو"، مضيفا :"لا تبحث عن قُبلة حياة في مكان ما على وجه حزبك البشع، الشعب قال كلمته في أصالتك ومعاصرتك ولا يمكن لأي كان أن يستدرك على هذه الكلمة". المحلل السياسي عمر الشرقاوي علق على مقال العماري بالقول: "مقالة إلياس نصف رسالة لما هو آت"، بينما اعتبرها محمد الأنصاري أن "العماري رفع الراية البيضاء لكن لا ثقة في التماسيح". الصحافي منير أبو المعالي علق في تدوينة له: "الذي كتب مقالة إلياس العماري المنشورة في "هيسبريس"، هو نفسه على ما يبدو، الشخص الذي كان يكتب خطب الملك منذ سنتين!". ودعت البرلمانية بحزب العدالة والتنمية نزهة الوافي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، إلى الاعتذار للمغاربة قبل الدعوة إلى المصالحة، معتبرة أن الدعوة هي "محاولة لفك العزلة على جسم سياسي غريب طردته لحظات 4 شتنبر و7 أكتوبر". وسخر الناشط خالد غازي على العماري بالقول: "مقال إلياس المثير للجدل نهاية للصراع السياسي في أفق التقارب مع البيجيدي، شكون لي غادي دير المعارضة دبا واش العدل والإحسان". نزار خيرون كتب في تدوينة ساخرة: "المهم أنا جبرت مول المقال باقي لينا نعرفوا شكون مول المسيرة"، موضحا من وجهة نظره، "المقال الذي يدعو فيه كاتبه إلى مصالحة وطنية، مكتوب بلغة دقيقة وأسلوب متمكن جدا من اللغة العربية وفصاحتها وإعرابها وسكناتها وحركاتها، إلا أن الاسم الموقع به كاتب المقال له سوابق فظيعة في تشويه اللغتين العربية والفرنسية، وخصوصا لغة "الضاد" التي أنّى وجب رفعُها كَسَرَها، والنتيجة كانت أكيد شيئا هلاميا غير لغة الضاد". واعتبر أنه "يستحيل أن يكون صاحب القولات المثيرة للجدل "إن مغربكم جبل" و"إن حضارة الإنكا لقادمة" أن يكون نفسه كاتب المقال المذكور أعلاه"، خاتما تدوينته بالقول: "شكون كتب داك المقال؟ الأكيد أنه ليس بلغة "إن مغربكوم جبلووون"، وفق تعبيره. أما حسن بوتوميت فكتب على حائطه الفيسبوكي: "هنيئا للشعب المغربي لي صوت يوم 7 أكتوبر، مبروك لكم فجميع الأحزاب الآن ستحكم، وبعد مقالة الرأي المنسوبة لإلياس العماري والتي أشك في أنه هو الذي كتبها، فالمعارضة سيبقى فيها فردين فقط ينتميان لحزب فيدرالية اليسار، أما باقي الأحزاب فاختارت أسيدي وعلى حسب الأمناء العامين لهم مصلحة الوطن". البرلمانية إيمان اليعقوبي علقت بدورها على مقال العماري: "المهم، هل تصالح العماري مع قناة محمد السادس؟"، فيما كتب عبد اللطيف حاميل: "راه المصالحة التاريخية أصلا بدأت وبدون البؤس"، في إشارة إلى مشاورات ابن كيران مع الأحزاب السياسية باستثناء الأصالة والمعاصرة. "إلياس العماري أسس مشروعا إعلاميا ضخما بالملايير، اتجه إلى هسبريس لنشر مقال يزعم أنه له.. زعيم فاشل ومشروع فاشل لحزب فاشل بفكرة فاشلة"، يعلق ناشط فيسبوكي آخر يدعى عبد الرحيم حاشي. بينما كتب الناشط عبد الصمد بنعباد: "أول خطوات المصالحة، النقد الذاتي العلني، ثم الاعتذار للمغاربة عن كل شيء هدف "تحكم" عصابة "البام" في البلاد والعباد، وليس آخرها فضائح 7 أكتوبر، وثالثا حل الأداة الحزبية، مع الإنهاء الذاتي لفكرة حزب الإدارة". وكان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، قد دعا إلى التخلص من الخصومات الجوفاء والأحقاد العمياء، والتقدم نحو "الاعتراف المتبادل ببعضنا البعض، واضعين مصلحة الوطن وكرامة الشعب على رأس الأولويات، وآخذين الصالح العام المشترك مأخذ جد ومسؤولية، وحاملين في قلوبنا حب جذور وطننا المغرب، المدثرة بملاحم وشجاعة أجدادنا الأبطال في حفظ وحدة ومجد وإشعاع الكيان الوطني المغربي الشامخ في التاريخ". وقال العماري في مقال رأي إن "المصالحة مطلب سياسي نضالي شجاع واستراتيجي لبناء جدارتنا بالمشترك الذي يتوسط المسافة بيننا، بما يتيحه من نبذ لأنانياتنا الهوياتية ونرجسياتنا العقدية ومصالحنا الضيقة، والانتصار لوحدة الوطن ولسيادة الروح الإنسانية القائمة على الحرية والمساواة والسلم والأمن والمحبة". وأضاف: "رغم كل العوائق والاستفزازات، فنحن، في حزب الأصالة والمعاصرة، متشبثون بتجسير مطلب المصالحة تجاه الجميع؛ في وطن يتسع للجميع، ويشرئب إلى الأعلى بسواعد وهامات كل بناته وأبنائه. وما اختيار تمكين مناضلاتنا من تصدر لوائح الشباب، إلا دليل عملي، رغم محدوديته، على إرادة مصالحة رمزية لرفع القهر التاريخي عن مواطنة المرأة المغربية، وتغليب خيار المناصفة كأفق لمجتمع متحرر من ممانعاته وخصوماته، ولا يتردد في أن ينافس العالم بكل طاقاته". يأتي ذلك في وقت عقد فيه رئيس الحكومة المعين، عبد الإله ابن كيران، لقاءات بمقر حزبه بالرباط، مع أمناء أحزاب؛ التقدم والاشتراكية والاستقلال والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، وهو ما اعتبره متابعون محاولة لعزل حزب الأصالة والمعاصرة وفك ارتباطه كليا بحزبي الاستقلال والاتحاد.