من الأقوال الشائعة أن شُرب ستة إلى ثمانية أكواب من الماء أو السوائل يوميًا، أمر ضروري للحفاظ على رطوبة الجلد.. إلا أن دراسة حديثة نشرتها صحيفة “ميرور” البريطانية، أظهرت خطأ ذلك، موضحة أنه يسبب أخطارًا كبيرة. ويُحذر الخبراء من الإفراط في شُرب الماء والسوائل الزائدة، خاصة عند عدم الإحساس بالعطش، مشيرين إلى أن هذا قد يُسبب الوفاة. ووفقًا للدراسة، فإن شُرب الكثير من الماء والسوائل ينشط نظام تثبيط البلع الوقائي في الدماغ، وبالتالي يتسبب في تسمم المياه، ويكمن الخطر في خفض مستويات الصوديوم في الدم، ما يؤدي إلى الخمول والغثيان والتشنجات، وفي أسوأ الحالات قد يؤدي إلى الغيبوبة أو حتى الموت. وقال الباحث الدكتور مايكل فاريل، من جامعة موناش في ملبورن بلندن، وهو المشرف على الدراسة: “يمكننا شُرب الماء عند حاجة الجسم فقط والإحساس بالعطش.. فلقد وجدنا أن الجسم يبذل جهدًا مضاعفًا عند بلع الماء الزائد، ما يعني احتياج الجسم لنوع مضاعف من المقاومة”. وتابع: “كانت هناك حالات معينة شرب فيها بعض الرياضيين في سباقات الماراثون كمية كبيرة من الماء، ما أدى إلى وفاتهم في ظروف معينة”. وأضاف: “الرياضيون يعتقدون أن الماء الزائد بعد ممارسة الرياضة أمر جيد، ولكنه على العكس سيُفقدهم الإحساس بالعطش باقي اليوم عندما يكون الجسم محتاجًا للماء”. وفي إطار الدراسة، جعل الدكتور فاريل فريقين من الناس يتناولون الماء، ثم قام بتقييم مقدار الجهد عند ابتلاع الماء لكل فريق على حدة. وأظهرت عمليات الفحص التي أجراها لقياس نشاط الدماغ بعد البلع، علامات الجهد الكبير عند الشُرب دون الحاجة لذلك، وأن الدماغ يتأثر أكثر من اللازم، وبالتالي تتأثر نسبة الأملاح في الجسم، ما يؤدي إلى المزيد من المخاطر.