طفلة تربت وسط أحضان أسرة محافظة ، من رحم الشعب ولدت ، وبترياق الحق علمت ، كي لا تسجد إلا لله ، و تحمل علم وطنها خفاقا بنجمته الخماسية التي تنتعش باللون الأحمر... خضرة وحب و سحر لا يقاوم ... ارتدت الحجاب ، لأنهم أوهموها بالسلام والوئام و العام زين ... حجاب حجب عنها الحقائق و تلك الغيوم الملبدة ... حجاب كرس أقاويلهم بأنها صغيرة على التعبير فلتتجه صوب ألعابها و ألوانها ، أما الكتابة و الكلام فللكبار فقط ... شيء من الفطرة المتمردة يدغدغ مشاعرها ، و يجبرها على الخربشة في مدوناتها و الإنطلاق في عالم يراك طفلة و لو صرت في العشرين ... هاهي الطفلة قد صارت شابة في بداية العشرينات ، متفائلة حد النخاع لكنها لا تقبل بالإستحمار و نهب البلاد والعباد ... فكرت في نزع الحجاب ... فكرت في نزع حجاب الخنوع و الخضوع للأوامر و المساهمة في بناء وطني ولو بالقليل ... مغربية من حقي أن أحب وطني كيفما أشاء ... مواطنة من حقي أن أتكلم في السياسة و الدين والمال والأعمال و المجتمع و الفكر ومع ذلك أخضع للقرار الذي أجمع عليه و كانت الديمقراطية والشورى عنوانه ... ألم يقولوا الرأي حر و القرار ملزم !! نعم فكرت في نزع الحجاب لأن التحكم لا يروقني ، و لم نجني منه سوى الويلات ، فمن نهب خزينة الدولة و أوصل صناديق التقاعد للإفلاس ، و أرهب المواطنين قبل و في 7 اكتوبر ، قادر على تخريب كل جميل في وطننا .... فكرت في نزع الحجاب ... لأنهم يتحكمون في مأكلك ومشربك و اختياراتك ، و يريدون تسييرك ككراكيز لهم ، كي تسبح بحمدهم في كل مشعر ومنبر، وتكفر بمبادئك ، كتلك السيدة التي ذكرت أحدهم في مسيرة المهزلة بحسن نية ، فكان التحكم في عقر دارها حاملا سلاح التخويف والترهيب ... لسنا أبناء زرقالاف لا نفقه شيئا ، مواقفنا مبنية على المبادئ التي نؤمن بها والواقع الذي نراه ، و الا لماذا أصابهم السعار والحماقولوجي والداعشولوجي عندما صارو يرهبون المواطنين و يهددونهم ، إن التحكم يا سادة يختنق وكفى ، ونحن كمواطنين لا ننتظر من الدولة أن تطعمنا من موائد الكافيار ، وتسقينا من ماء السحاب ، و تغدق علينا بالذهب والفضة ، و تجلسنا في كراسي الرخام ، وتطرق أبوابنا ، يكفي أن تحمي كرامتنا و اختياراتنا و الباقي يأتي ... و أخيرا قررت نزع الحجاب لأني أحب وطني و شعاري " الله . الوطن . الملك " أما التحكم فهو يختنق رويدا رويدا ....