أبدت العديد من الدول الأوروبية مخاوفها من نتائج الإعصار "إرما" الذي من المتوقع أن يضرب سواحل مدن أمريكية وأوروبية خلال الساعات المقبلة، فيما أعلنت فرنسا حالة التأهب القصوى بعد مقتل 4 من مواطنيها. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس، أن "فرنسا بأسرها متأهبة" بعد عبور الإعصار منطقة الكاريبي، مشيرًا إلى ضرورة التحرك "ضدّ الاضطرابات المناخية". وتوجهت فرقة فرنسية من 200 عنصر إلى غوادلوب لتنسيق جهود الإنقاذ التي تشرف عليها وزيرة مقاطعات ما وراء البحار أنيك جيراردان. وتعرضت جزيرة سان مرتان الخلابة المقسومة بين فرنسا وهولندا، لأسوأ الأضرار من العاصفة. وفي جنوبيالولاياتالمتحدة، قال حاكم منطقة بويرتوريكو اليوم الجمعة: "إن ثلاثة أشخاص لاقوا حتفهم عندما ضرب الإعصار جزيرة بويرتوريكو، وإن من بين القتلى امرأة تبلغ من العمر 79 عامًا". ووفقًا لبيان من حاكم المنطقة "ريكارد روسيلو" فقد تُوفيت مسنة بعد سقوطها أثناء نقلها إلى أحد الملاجئ، أما القتيلان الآخران فكانا امرأة في كاموي صعقتها الكهرباء في منزلها، ورجلاً توفي نتيجة جراح أصيب بها في حادث سير في كانوفاناس خلال العاصفة. في غضون ذلك، يواصل الإعصار سيره المدمر نحو سواحل ولاية فلوريداجنوبي شرقي الولاياتالمتحدةالأمريكية موديا بحياة 14 شخصا كحصيلة أولية حتى الآن، وقدرت الأممالمتحدة أن نحو 37 مليون شخص قد يتضررون جراء هذه الكارثة الطبيعية. وبرياح بلغت سرعتها حوالي 290 كيلومترا في الساعة، دمرت العاصفة جزرا صغيرة في شمال شرق البحر الكاريبي بينها باربودا وسان مارتان والجزر العذراء الأمريكية حيث أسقط أشجارا وسوى منازل ومستشفيات بالأرض. وأعرب الرئيس الأمركي دونالد ترامب الخميس، عن "قلقه البالغ" مع اقتراب الإعصار وقال: "نحن قلقون للغاية، نقوم بعمل حثيث، إن فلوريدا مستعدة إلى أكبر قدر ممكن، يبقى فقط أن نعرف ماذا سيجري". وفي وقت سابق، أعلن ترامب، حالة الطوارئ في فلوريدا، وبورتوريكو، وجزر فيرجن؛ تحسبًا لوقوع ضحايا نتيجة انقطاع الطرق أو تحطم المنازل. كما حذر رئيس الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ بروك لونغ "سيكون مدمرا بالفعل" وأضاف: "الأفضل أن تتيقظ مناطق جنوب شرق الولاياتالمتحدة وتتنبه". بدوره، أكد ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة العالمية، إرسال فريق أممي إلى جزيرة "باربادوس" لمساعدة المتضررين، بينما تم نشر خبراء أمميين شمالي هايتي، دعمًا للسلطات المحلية، لاستقبال الإعصار في المنطقة. وفي السياق نفسه، كشف رئيس الوزراء في دولة "أنتيغوا وبربودا"، غاستون براون، أن طفلاً يبلغ من العمر عامين لقي مصرعه عندما حاولت عائلته الفرار من منزلها المتضرر بسبب العاصفة. وأضاف المسؤول أن "أنظمة الطرق والاتصالات قد دمرت تمامًا، وأن التعافي من هذه الكارثة سيستغرق أشهرًا طويلة". فيما ذكرت الوكالة الكاريبية لإدارة الطوارئ، أنه تم تسجيل حالة وفاة واحدة في جزيرة "أنجيلا" الواقعة شمالي الكاريبي. من جانبها، أكدت القوات البحرية الهولندية، أن الإعصار ألحق أضرارًا هائلة بالجزء الهولندي للجزيرة، موضحة أن "الطرق غير سالكة خاصة إلى المطار المحلي". ومن جابنها، رصدت بريطانيا 13 مليون يورو، وأرسلت بارجة عسكرية لمساعدة المناطق المتضررة من الإعصار، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية ألان دونكان أمام البرلمان: "خصصنا بشكل فوري 12 مليون جنيه إسترليني عبر آلية التدخل السريع للمساعدة وإعادة الإعمار في حالات الكوارث". وبحسب المسؤول ذاته فإن البارجة "آر اف ايه ماونتس باي" الموجودة في الكاريبي، ستصل "في وقت لاحق اليوم" إلى الجزر البريطانية المتضررة، فيما تستعد طائرات للإقلاع لتقديم المساعدة عند الضرورة. وأشار إلى تضرر جزيرة أنغيلا "بشدة" مع أضرار كبيرة "في بعض الأماكن" موضحًا أن مطارها وميناءها لا يزالان مغلقين. وأضاف أن "الجزر العذراء البريطانية تضررت أيضًا وسُجلت فيها أضرار كبيرة".
وأمس الأربعاء، ذكرت مصلحة الأرصاد الجوية الأمريكية، أن المنطقة لم تشهد إعصارًا بحجم "إرما" منذ إعصار "سان فيليب" العام 1928، الذي أسفر عن مقتل ألفين و748 شخصًا في ولايات: "جواديلوب"، و"بورتوريكو"، و"فلوريدا". وبحسب بيان صادر عن المركز الوطني الأمريكي لمراقبة الأعاصير أمس الأربعاء، فإنّ سرعة رياح إعصار "إرما" المصنف في الفئة الخامسة، ستبلغ 300 كيلو متر في الساعة. وتعتبر الأعاصير من الفئة الخامسة نادرة وقادرة على تدمير قرى وجزر كاملة خلال ساعات معدودة، نتيجة الرياح الشديدة والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة.