تواجه المرشحان في الانتخابات الرئاسية الاميركية للمرة الثانية أمس الأحد في مناظرة غير مسبوقة في تاريخ السياسة الاميركية لحدة اللهجة فيها. ولم يتردد ترامب في القاء قنبلة انذرت بما سيليها من اتهامات خلال المناظرة. فقد نظم مؤتمرا صحافيا مقتضبا قبيل المناظرة مع ثلاث نساء اتهمن الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا ورابعة اكدت ان كلينتون ساعدت على ان يفلت من العقاب عندما كانت محامية شابة. وقالت احدى النساء وتدعى خوانيتا برودريك "ربما قال ترامب امورا مسيئة لكن كلينتون اغتصبي وهيلاري هددتني". وحضرت النساء الاربع المناظرة في القاعة حيث كان ايضا بيل كلينتون. واستعاد قطب الاعمال اتهاماتهن في مستهل المناظرة قائلا "بيل كلينتون اعتدى على نساء. لم نشهد في تاريخ السياسة في هذه الامة احدا استغل النساء الى هذا الحد". عند وصوله حيا الرئيس الاسبق زوجة ترامب واولاده وصافحهم، لكن ابنته تشلسي تفادت هذه المجاملات وتوجهت الى مقعدها بعد والدها بدقائق. ولم يتصافح المرشحان الرئاسيان عند افتتاح المناظرة. حاول ترامب التقليل من اهمية تصريحات تعود الى العام 2005 تباهى فيها بسلوك يرقى الى تحرش جنسي وكان له وقع الصدمة على حملته الرئاسية منذ كشف تسجيل الفيديو الجمعة. وقال ترامب "لا اعتقد انكم تفهمون الامر. انه حديث غرف الملابس. لست فخورا بذلك ولقد اعتذرت من اسرتي والاميركيين"، وذلك ردا على الصحافي اندرسون كوبر الذي ادار المناظرة واتهمه ب"التباهي بالاعتداء جنسيا على نساء". لكن وزيرة الخارجية السابقة قالت انها لا تستغرب تصريحات الملياردير. واضافت "من الواضح لكل الذين استمعوا اليه بان هذا ما هو عليه"، مضيفة انه هاجم "المهاجرين والمتحدرين من اميركا اللاتينية والسود وذوي الاحتياجات الخاصة". ومضت تقول "لقد رايناه يقيم النساء ويصنفهن بحسب الشكل على مقياس من عشرة. لقد رايناه يحرج نساء". في ما يتعلق بقضية استخدام كلينتون لخادم خاص لبريدها الالكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية، توعد ترامب بتعيين مدع خاص في حال انتخابه رئيسا للتحقيق حول منافسته. وقال ترامب "اذا فزت ساصدر الامر لوزير العدل من اجل تعيين مدع خاص لالقاء الضوء على وضعك لانني لم ار مثل هذا الكم من الاكاذيب والاسرار". لكن كلينتون ردت بالقول "من الجيد أن شخصا بطباع ترامب ليس مسؤولا عن القانون في بلادنا"، مما حمل ترامب على القول بسرعة "لانك ستكونين في السجن!". اتهمت كلينتون روسيا بمحاولة التاثير على الحملة الانتخابية لصالح دونالد ترامب من خلال سلسلة عمليات قرصنة إلكترونية. وقالت كلينتون "لم نشهد من قبل في تاريخ بلادنا جهودا تبذلها سلطة اجنبية للتاثير على نتائج هذه الانتخابات"، مؤكدة ان هذه الجهود تصب في مصلحة ترامب. وكانت واشنطن اتهمت موسكو الجمعة بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية من خلال عمليات قرصنة معلوماتية، لكن الكرملين رفض هذه الاتهامات. في لحظة من الهدوء النادر خلال المناظرة التي استمرت ساعة ونصف الساعة، طلب احد الحاضرين من المرشحين ان يذكرا نقطة ايجابية لدى منافسهما. وبادرت كلينتون الى القول ان هذه النقطة تتمثل في ابناء ترامب "الناجحين والمتفانين الى اقصى حد. اعتقد ان هذه شهادة واضحة لصالح دونالد". اما ترامب فاجاب ان كلينتون "لا تتراجع ولا تتخاذل وانا احترم ذلك. اقولها بصراحة". وختم بالقول "انا اخالفها الراي حول معظم النقاط التي تدافع عنها لكنها مناضلة".