بالرغم من أن المشاركات المغاربية في الألعاب الأولمبية تبقى متواضعة، إلا أن عددا من الرياضيين في المنطقة استطاعوا أن يسعدوا شعوبهم، ويبصموا على مشاركات مشرفة في الأولمبياد. ويبلغ عدد الميداليات الذهبية التي فاز بها الرياضيون المغاربيون بالألعاب الأولمبية 15 ميدالية ذهبية، يتقاسمها كل من المغرب والجزائروتونس، في حين لم تستطع موريتانيا وليبيا الظفر بأي ميدالية كيفما كانت. نوال المتوكل (المغرب) كانت أول عداءة مغربية وأفريقية تفوز بالميدالية الذهبية في تاريخ المغرب، وذلك في سباق 400 متر حواجز خلال أولمبياد لوس أنجلس بالولايات المتحدة سنة 1984 ما جعلها تدخل تاريخ بلادها من أوسع أبوابه، كما أنه بعد ذلك تولت منصب العضوية في اللجنة الأولمبية، ثم وزيرة للشباب سنة 2007، بالإضافة إلى أنها حاليا تشغل منصب نائبة برلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار. سعيد عويطة (المغرب) كان عويطة من أوائل العدائيين المغاربيين الذين حققوا إنجازا تاريخيا في الألعاب الأولمبية، وكان ذلك في أولمبياد لوس أنجلس، إذ حطم الرقم القياسي العالمي في سباق 5000 متر، وكان أول عداء يكمل السباق في أقل من 13 دقيقة، كما أنه تمكن من الحصول على ميدالية برونزية في سياق 800 متر في أولمبياد سيول الكروية سنة 1984. إبراهيم بوطيب (المغرب) في الوقت الذي اكتفى فيه عويطة بالميدالية البرونزية في أولمبياد سيول، تمكن إبراهيم بوطيب من تقلد الذهب في سياق 10 آلاف متر، ليشرع في الظفر بعدد من الألقاب العالمية، كان أبرزها الميدالية الذهبية في البطولة العالمية لألعاب القوى بالعاصمة اليونانية أثينا سنة 1990. خالد السكاح (المغرب) حافظ المغرب على الميدالية الذهبية لمرتين متتاليتين، فبعد أن حصل بوطيب على ذهب أولمبياد سيول لسباق 10 آلاف متر، جاء الدور على خالد السكاح في أولمبياد برشلونة سنة 1992، ليكون هذا التتويج أهم إنجازات هذا الرياضي. هشام الكروج (المغرب) بعد فشله في الحصول على الذهب في أولمبياد سيدني الأسترالية سنة 2000، حقق الكروج أبرز إنجاز للمغرب في الألعاب الأولمبية، حينما تمكن من تحقيق ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد أثينا سنة 2004، إذ كانت الأولى في سباق 1500 متر، والثانية في سياق 5000 متر، ليكون بذلك العداء المغربي الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز في تاريخ المشاركات المغربية. حسيبة بولمرقة (الجزائر) تعد العداءة حسيبة بولمرقة، من أبرز الرياضيات في تاريخ الجزائر، خاصة وأنها تمكنت من الحصول على عدد كبير من الميداليات في مختلف مشاركاتها سواء في الألعاب الأولمبية أو بطولات ألعاب القوى، لكن كان أبرز إنجاز تحققه هو فوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد برشلونة سنة 1992 في سباق 1500 متر. نور الدين مرسلي (الجزائر) برع العداؤون الجزائريون والمغاربة في سباق 1500 متر، وكانت المنافسة بينهم قوية في مختلف المناسبات التي يشاركون فيها، كما هو الحال بالنسبة لنور الدين مرسلي، الذي تمكن من الحصول على الميدالية الذهبية في أولمبياد أطلنطا سنة 1996، بالإضافة إلى تمكنه من الظفر بالذهب في عدد من البطولات الدولية التي يشارك فيها، ليكتب بذلك اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المشاركات الجزائرية بألعاب القوى. حسين سلطاني (الجزائر) إذا كانت أغلب الإنجازات التاريخية للدول المغاربية قد تم تحقيقها في ألعاب القوى، فإن الجزائري حسين سلطاني، اختار أن يسلك مسارا آخر من خلال الملاكمة، إذ كان أول ملاكم من المنطقة يفوز بذهبية هذه الرياضة في أولمبياد أطلنطا سنة 1996، وذلك عن وزن الريشة، بعد فوزه بالميدالية البرونزية سنة 1992 في برشلونة. نورية بنيدة (الجزائر) شهدت أولمبياد سيدني الأسترالية سنة 2000، تألق عدد كبير من العدائيين الجزائريين، وكان أبرزهم العداءة نورية مراح بنيدة، التي تألقت بشكل كبير في سباق 1500 متر، وتمكنت من انتزاع الميدالية الذهبية لأول مرة في تاريخ مشاركتها، بعد أن بصمت على أداء كبير في مختلف المسابقات الدولية والقارية التي شاركت فيها. توفيق مخلوفي (الجزائر) استمر مخلوفي في التأكيد على تألق العدائين الجزائريين في سباقات المسافات المتوسطة، بعد أن تمكن من الظفر بميدالية ذهبية في سباق 1500 متر خلال أولمبياد لندن سنة 1500، لكنه لم يستطع المحافظة على إنجازه في أولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلية بعد أربع سنوات من ذلك، واكتفى بالميدالية الفضية في السباق ذاته. محمد القمودي (تونس) من أوائل العدائين المغاربيين الذين يصعدون لمنصات التتويج في الأولمبياد، وكان ذلك خلال الألعاب الأولمبية بمكسيكو سنة 5000 متر، إذ تمكن من تحقيق هذا الإنجاز بعد أن كان قد حقق ميدالية فضية في أولمبياد طوكيو اليابانية سنة 1964. حبيبة الغريبي (تونس) تعد حبيبة الغريبي العداءة التونسية الوحيدة التي توشح بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية، وكان ذلك في أولمبياد لندن سنة 2012، حينما كرست هيمنتها على سباق 3000 متر موانع، وجاء هذا الإنجاز بعد سنة واحدة فقط من تمكنها من الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى. أسامة الملولي (تونس) هو من النماذج القليلة من الرياضيين المنحدرين من شمال أفريقيا، الذين تألقوا بشكل لافت في رياضة السباحة، وتمكن من الصعود لمنصات التتويج مرات عديدة، كان أبرزها عند حصوله على الميدالية الذهبية مرتين، خلال أولمبياد بيكين سنة 2008 عن سباق "1500 متر سباحة حرة"، وأولمبياد لندن سنة 2012 في سباق "ماراتون سباحة".