قالت ورقة بحثية منشورة في مجلة الأمراض النفسية والعصبية إن العنصر النفسي المبهج الذى يتركه أثر التعاطي المزمن لمنتجات القنب Cannabis Sativa «الحشيش» يرتبط مباشرة مع التغيرات في كيفية استخدام الدماغ للأكسجين، بحسب الدراسة. وأشارت الورقة البحثية التى نفذها علماء من مركز برينهيلث في جامعة تكساس في دالاس بالولايات المتحدةالأمريكية، إلى أن الفريق البحثي وجد أن مستخدمي القنب لديهم تدفقات أعلى للدم في الدماغ، ما يسمح بتغذية المخ بمستويات أكسجين أكبر بكثير من نظرائهم الذين لا يتعاطون منتجات القنب. ومن المعروف أن زيادة مستويات الأكسجين في الدماغ يُزيد من عملية الاستقلاب أو الأيض، ما يعنى زيادة مستويات الطاقة في الجسم. خضع 74 مستخدمًا لمخدر القنب للدراسة، وطُلب منهم الامتناع عن تدخين القنب أو تناوله قبل الدراسة بمدة 72 ساعة، وخضع المشاركون للتصوير بالرنين المغناطيسي وقياس مستويات الأيض باستخدام تحليل البول. بعد ذلك؛ قام الفريق البحثي بالسماح للمشاركين بتعاطي القنب مرة أخرى، وأجروا نفس الفحوصات؛ ليجدوا أن مستويات الأيض ارتفعت، بسبب ارتفاع نسب الأكسجين في الدماغ. وأشار الخبراء إلى أن ارتفاع مستويات الأكسجين تسبب في تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، وتطوير مسارات إضافية للدورة الدموية، الأمر الذى نجم عنه تعزيز مناطق المكافأة في الدماغ، ما جعل المستخدمين الخاضعين للتجربة أكثر سعادة. الدكتور «فرانشيسكا فيلبي»، مدير مركز علوم الأعصاب الإدراكي لبحوث اضطرابات الإدمان في مركز برينهيلث الأمريكي، يقول إن الدراسة رصدت آثار التعاطي الطويل لمنتجات القنب على أدمغة المستخدمين، لمحاولى تحليل الاختلافات في كمية الأكسجين التى تصل للدماغ، ورصد حجم جودة التمثيل الغذائي في أدمغة المتعاطين. ونظرًا لطبيعة الدراسة الجدلية، لم يتمكن الباحثون من القول صراحة إن التغييرات الملحوظة في أدمغة مُتعاطي القنب أن هناك ظروفا أخرى قد تكون لعبت دورًا في زيادة نسب الأيض في أجسام المتعاطين. ويقول «فيليبي» إن هذه التغييرات قد تعكس الاختلافات الكامنة في معدل الأيض بأنسجة الدماغ، إذ يُغير تعاطي القنب في الوظائف المعرفية مثل الذاكرة والأداء التنفيذي، مشيرًا إلى أن الباحثين في المركز سيسعون لفهم الآليات العصبية المحتملة التى قد تدفع أدمغة المتعاطين لهذه التغييرات المعرفية. ويعد القنب أحد المخدرات غير المشروعة على نطاق واسع، إلا أن هناك عددًا من الدول التى اتخذت خطوات نحو تشريعه ما يجعل فهم التغييرات العصبية المرتبطة بتعاطيه وأثرها على صحة الدماغ وأدائه إحدى أهم أولويات الأبحاث العلمية التى تختبر آثار تعاطي المخدرات على الصحة العامة.