قال الباحث في العلوم السياسية حفيظ الزهري تعليقا على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى عيد العرش، إن "الخطاب كان قويا وتطرق لاهتمامات وانشغالات المواطن المغربي، ووضع الأصبع على مكامن الخلل في الإدارة المغربية التي اعتبرها فاسدة، وغياب للمؤسسات خصوصا ما يتعلق بالأحزاب السياسية التي لا تقوم بدورها فيما يخص الوساطة بين الحاكم والمحكوم". وأوضح الزهري في تصريح لجريدة "العمق"، أن "الأحزاب انغمست في الصراع الحزبي وحول المسؤوليات وانتهاج الشعبوية التي قال عنها الملك إنها لا تسمن ولا تغني من جوع لأنها ليست سياسة فاعلة على أرض الواقع". وأشار الزهري، أن "قول الملك محمد السادس بأن الفاعلين السياسيين أفسدوا السياسة دليل على فقدان الشعب المغربي الثقة في الأحزاب السياسية"، مشيرا إلى أن خطاب الملك "ربط العدالة المجالية كأساس للعدالة الاجتماعية والتنموية لأن هناك جهات متقدمة وجهات لازالت تعيش في القرون الماضية". وحول الإفراج عن معتقلي حراك الريف وشباب البيجيدي، قال الزهري، إن "الملك عبر عن حسه الإنساني فيما يتعلق بعذاب العائلات"، مضيفا أن الملك "له رؤية على المدى البعيد حيث سيكون لهذا العفو تأثير على أحداث الحسيمة والعديد من الاحتجاجات التي يعرفها المغرب". واعتبر المحلل السياسي، أن العفو على المعتقلين لا يعني فقط ساكنة الريف أو أبناء حزب العدالة والتنمية بل هو "عفو موجه لجميع المغاربة، ورسالة عفوية من الملك تعبر عن وقوفه بجانب أبناء الشعب".