عرضت القناة التلفزيونية الروسية "روسيا 24 " برنامجا حول المغرب لتشجيع السائح الروسي على زيارة المملكة التي تزخر بمؤهلات وبنيات سياحية متكاملة وباعتبارها بلدا عربيا وإسلاميا متفتحا ينعم بالاستقرار. وركزالبرنامج على الفرص القائمة بين البلدين خاصة في مجال تصدير المنتجات الفلاحية والبحرية المغربية إلى روسيا، وكوجهة سياحية متميزة فضلا عن العلاقات الثقافية القوية التي تربط البلدين، منذ الهجرة الروسية التي أعقبت الثورة البلشفية، وإلى غاية اليوم من خلال الروابط مع الاتحاد السوفياتي . وانطلق الروبرتاج ، بالتعريف بالمدن المغربية ابتداء من مدينة مراكش على نغمات فرقة كناوة بساحة جامع الفنا القلب النابض للمدينة الحمراء وبالأسواق العتيقة التي تعرض بها منتوجات الصناعة التقليدية مرورا بمدينة الدارالبيضاء التي توجد بها المعلمة الحضارية والدينية مسجد الحسن الثاني وأكبر الموانئ المغربية . وعرض منجز البرنامج العلاقات الثقافية القوية التي تربط البلدين منذ الهجرة الروسية التي أعقبت الثورة البلشفية حيث توجد كنائس "اورتودوكسية " بمدينتي الدارالبيضاء والرباط تمارس بها الجالية الروسية التي تقطن بالمغرب طقوسها الدينية . وتوجهت كاميرا الروبرتاج الى مدينة أكادير، التي يتوافد عليها العديد من السياح الروس الذين لايحتاجون الى تأشيرة دخول الى المملكة، والتي تم بها مؤخرا وضع تمثال للشاعر الروسي ألكسندر بوشكين (1799-1837)، الذي تم جلبه من روسيا وتنصيبه بباحة إحدى المدارس بأكاديرحيث يعتبر تمثال أمير شعراء روسيا رمزا ثقافيا لتوطيد العلاقات بين الشعبين الروسي والمغربي . وفيما يخص الجانب الاقتصادي و التجاري تحدث الروبورتاج على أن العلاقات المغربية الروسية عرفت في الآونة الأخيرة قفزة نوعية فيما يخص هذا الجانب ، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى أزيد من ملياري دولار، وأن المغرب أصبح بالنسبة لروسيا الشريك الاقتصادي الثاني بإفريقيا والعالم العربي. وحسب مقدم البرنامج ونظرا للقيود الاقتصادية التي فرضتها روسيا على القطاع السياحي وعلى سلسلة من المنتجات التركية، بما في ذلك الفلاحية على خلفية إسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات الجوية التركية على الحدود السورية، فإن بإمكان المغرب أن يرفع من صادراته الفلاحية، كما يمكنه أن يرفع من عدد السياح الروس الذين يتوافدون على المغرب والذي لم يتجاوز عددهم 45 ألف وذلك بالمقارنة مع تركيا التي زارها السنة الماضية 4.5 مليون سائح روسي ومصر أزيد من 2.5 مليون سائح . يشار إلى أن الصادرات من المواد الغذائية تمثل حوالي 97 في المائة من القيمة الإجمالية للصادرات المغربية الموجهة لروسيا بينما تشكل المحروقات 78 في المائة من الواردات المغربية من روسيا . وتقدر المبادلات بين المغرب وروسيا فيما يخص المنتوجات الغدائية خلال السنة الماضية ب 2.6 مليار درهم أي 14 في المائة من القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية . وتعتبر روسيا حاليا شريكا استراتيجيا للمملكة، إذ سجلت صادرات المغرب نحو روسيا خلال السنوات الأخيرة نموا وصلت نسبته إلى 40 في المائة.