أضحت الساحة السياسية ، سوقا لتجار الأوهام ، أفواه لا تعرف سوى شعارات بطعم أوراق زرقاء و موائد الأخوة ، تحت رعاية أصحاب الحال و باسم 7 أكتوبر ؛ عقول فارغة متحجرة ، وأيادي عابثة لاهية ، والطامة الكبرى أن الكل يتدافع ليفجر الألغام ويزرع الفتنة والإستحمار ، في كل بيت ودار. بعض الأحزاب تنتهج سياسة الترقيع ؛ في اختيار القيادة التي ستمثلها داخل قبة البرلمان، دون مراعاة للمستوى الأخلاقي والثقافي والنضالي ، هذا سيكليس... والآخر قمار... وقبلهم كان شفار..، و الدهماء الكادحة منومة مغناطيسيا، همها فتات موائد المستبدين ، وقضاء مصالحهم، ولو اقتضى منها الأمر، إلقاء مبادئها في غيابات الجب، وطمسها مع أجداث الرقيق . سياسة الترقيع هي السبب في الكوارث الطبيعية ، في ولادة أشباح الوزارات و خدام الدولة والمنغمسين في دواليب ألف ليلة وليلة ، و حتى أولئك الذين احتكروا ثروات البلاد و أصبحوا يفهمون في السياسة ويدركون بواطنها وقوافيها ، ويعبثون بتضارع مسابيرها ومراميها ولو لم يكن من شنشنة العقلاء ، وضع حد لبهرجة الرعاع ، بالحكمة التي جبلوا عليها، لعاث المتمردون في الأرض فسادا، مغامسة في الباطل و إقرارا بحق مبتدع ... الحكاية كما هي .... يدقون الأبواب ، و يرهبون من سولت له نفسه الترشح باسم الإصلاح و يمنعون البوادر الإيجابية من أن تقام ، ولو على حساب الوطن و قد يمنعون قطعة الخبز أو أضحية العيد من أن تستفيد منها أسر معوزة تتخبط في سديمية الحياة وضنك العيش بسبب " الإنتخابات " ... فبأي حق تمنعون ! ذكرني التحكم بشرذمة الإرهابيين الذين أرادوا نسف استقرار تركيا وزعزعة أردوغان ذاك الرجل الطيب الذي شابت خصيلات شعره من أجل الوطن لكن الشعب كان واعيا و اصطف بجانب الحق لم تزعزعه قنبلة و لا رشاش ... إنه البناء الديمقراطي الرصين التابث القواعد ، و الصامد أمام فلول الغدر والمؤامرات الداخلية والخارجية ... لا علاقة له بالإدارة ، بيد أنهم جعلوه إداريا ، رغما عن أنوف الديمقراطيين، فبالله عليكم أي إدارة ناجحة ، تلك التي يديرها جاهل متقاعس، لا حكمة له ولا رزانة؟؟؟ سياسته المحال الدميم، والجهل العقيم؟ أم أننا سنرجع لإرهاصات بيوقراطية من جديد؟؟ سياسة الترقيع، تلك المهزلة التي جعلت من الإعلام المحلي بؤرة للوبيات التحكم عوض أن يكون منبرا للحقائق، أضحى بوقا للمتلاعبين والمقامرين بالمبادئ .... أخيرا وجب أن نخيط الثوب المناسب في المكان المناسب، لأن الترقيع سينكشف طال الزمن أم قصر، فمابني على باطل فهو باطل وزائل، ولو كرسه القلاقل والتحكم الذي تطبلون به و تزمرون به صبح عشية ، فهو إلى زوال ....