اتهم رئيس تحرير الصحيفة النرويجية "أفتنبوستن" الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربرغ، باستغلال سلطته من خلال حذف صورة حرب تاريخية من إحدى المقالات. عزيزي مارك زوكربرغ، إنني أتابعك على الفيسبوك، لكنك لا تعرفني" هكذا بدأت الرسالة المفتوحة التي وجهها ابسن ايغيل هانزن، رئيس تحرير صحيفة "افتنبوستن" النرويجية، إلى الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، ونشرها على الموقع الخاص بالصحيفة النرويجية المرموقة. أعرب هانزن في رسالته عن غضبه وإحباطه من "تصرف فيسبوك"، كما أشار إلى تخوفه من تأثير الشبكة الاجتماعية الأقوى في العالم. وصف هانزن زوكربرغ بأنه "أكبر ناشر في العالم"، لكنه اتهمه باستغلال سلطته. جاءت هذه الرسالة بعد أن نشرت "افتنبوستن" على الفيسبوك مقالة عن صور الحروب تضمنت الصورة الشهيرة لكيم فوك، الطفلة الفيتنامية التي فرت عارية من قنابل النابالم خلال حرب فيتنام. المصور نيك أوت، الذي التقط هذه اللحظة التاريخية، تم تكريمه وحصل على جائزة بوليتزر، التي تقدمها جامعة كولومبيا بنيويورك في مجالات الصحافة والآداب والموسيقى، لكن فيسبوك اعتبرت الصورة "تتضمن الكثير من العري"، وقال رئيس التحرير هانزن إن الصحيفة تلقت رسالة إلكترونية من مكتب فيس بوك في هامبورغ يطلب إزالة الصورة. وأضاف أنه بعد أقل من 24 ساعة لاحقة " تدخلتم بأنفسكم ومسحتم المقالة والصورة من صفحة أفتنبوستن على موقع فيس بوك". وأضاف هانزن في رسالته: "على الرغم من كوني رئيس تحرير أكبر صحيفة في النرويج، لكني اكتشفت أنك تستطيع أن تحد من حريتي في اتخاذ قراراتي التحريرية"، وأضاف أن قواعد فيسبوك لا تميز بين سجلات الحروب والمواد الإباحية. يذكر أن تلك الصورة الخاصة بالحرب الفيتنامية، ساهمت في انتقادات واسعة لاستخدام الجيش الأمريكي لتلك القنابل في جنوب شرق آسيا. ويعتبر الصحفي النرويجي مثل هذه الصورة مهمة للديمقراطية، ويضيف موجهاً كلامه لزوكربرغ: "أعتقد أنك تسيء استغلال سلطتك، ولا أستطيع أن أصدق أنك درست الأمر جيداً". يشار إلى أن الصحيفة ليست المستخدم الوحيد لفيسبوك الذي شمله حظر العري الذي طال صورة أوت المميزة، فرئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ شاركت صورة الحرب الفيتنامية اليوم الجمعة (التاسع من شتنبر) على صفحتها على فيسبوك وعلقت عليها، قائلة إن الشركة (فيسبوك) "اتخذت قرارا خاطئا بحظر مثل هذه الصور ". وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون النرويجية "إن آر كيه " ووكالة أنباء " إن تي بي " بأنه بعد ساعات لاحقة لم يعد المنشور مرئيا ولم تقم رئيسة الوزراء بإزالته بنفسها.