دعا المغرب الفرقاء السياسيين في الغابون إلى "ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وتجنيب الشعب الغابوني مخاطر الانقسام". وأفاد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الجمعة، بأن المملكة المغربية تتابع باهتمام تطور الوضع في الغابون منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي شكلت لحظة للتعبير الديمقراطي. وأشارت الوزارة إلى أن الدعوات إلى العنف التي أطلقها بعض المرشحين بهدف توجيه مآل الطعون المقدمة أمام المحكمة الدستورية لا محل لها في مسلسل ديمقراطي، مضيفة أن مثل هذه الدعوات "لا تتوافق مع التعبير الديمقراطي واحترام دولة القانون، وتدل على موقف متشنج ومتهور لا ينسجم مع الممارسة الديمقراطية". وأوضح البلاغ أن "أي مآل آخر ستكون له عواقب وخيمة بالنسبة للغابون وكذا بالنسبة لاستقرار المنطقة برمتها"، مشيرة إلى أنه "وحده الشعب الغابوني يجب أن يكون سيد مصيره". واعتبرت الخارجية أن الشعبين المغربي والغابوني "تربطهما أواصر أخوة وتعاون وتضامن تاريخية. في هذا السياق، تؤكد المملكة المغربية تمسكها القوي باستقرار الجمهورية الغابونية". وشهدت ليبرفيل عاصمة الغابون، أعمال شغب بعد إعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية جديدة أمام المعارض جان بينغ الذي اتهم السلطة بالتزوير. وكانت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي إلى الغابون، قد شككت في نتائج الانتخابات، فيما دعت فرنسا على لسان رئيس وزرائها مانويل فالس إلى إعادة فرز الأصوات. وحسب نتائج رسمية، فقد أعيد انتخاب بونغو لولاية ثانية من 7 سنوات بنسبة 49.80% من الأصوات متقدما على منافسه المعارض جان بينغ (48.23 %)، وهو من رموز نظام الرئيس السابق عمر بونغو والد الرئيس الحالي الذي حكم هذا البلد النفطي الصغير في وسط إفريقيا لمدة 41 عاما حتى وفاته في 2009. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 59.46 بالمئة مع 356890 صوتا. وحصل بونغو على 177722 صوتا منها وبينغ على 172128 صوتا. زعيم المعارضة جان بينغ الذي قال إنه الفائز الحقيقي في الانتخابات، واتهم اللجنة العليا للانتخابات بالتلاعب في عدد الأصوات التي تم الادلاء بها في "او- اوغويي" مسقط رأس منافسه بونغو بهدف منحه الفوز. ويشكك المراقبون في نتائج إقليم "او- اوغويي" جنوب شرقي البلاد، حيث تقول النتائج الرسمية إن بونغو فاز فيه بنسبة 95.46% من الأصوات بعد مشاركة 99.9% ممن يحق لهم التصويت. وخلفت أعمال العنف التي شهدتها العاصمة ليبرفيل ومدن أخرى في البلاد ستة قتلى على الأقل.