دخل يمشي بحس مرهف، قام فأذن في الحضور ونهض مرة أخرى فتقدم المحراب مسرعا خشية قدوم الحفظة المتمرسين. بطل النص تملئه جرأة لا متناهية تتصدرها " الصنطيحة الشرقية "، كبَّر و قرأ الفاتحة فأقفل شهية المصلين للإستماع، ركع و ركعنا و قام وقمنا ثم سجد وسلم فاسترحنا منه و نحن نقرأ في سرنا " إن أنكر الأصوات لصوت الحمار ". الحمار أو المحروم بتعبير " دُكالة " هنا مجرد إشعارة، فالمسكين قد ذكر في القرآن مرتين في وصف النكرة و في حمل الأصفار، و في نص التشخيص هذا أقدمه كحفيد شرعي للملك " لاَقِيس " و ما أحدثه حنجرته بمنبر الإمام " مالك شنو عندك " بمدينة آخن سنة 2013 ، لقد كان مدخل التشويه بقيم الإسلام و المسلمين من خلال طريقة ممنهجة و مندسة تسببت في ذهول الأمن و القضاء..." ربي لا تجعلني فتنة للذين كفروا "...! فحينما تساقطت أقنعة التدين المزيف و تهاوت شخصيات كانت تصول و تجول في منابر " اللقيج " و " التسفقيج "، اتضح فعلا أن اتهاماتي الموجهة لها في وقت من الأوقات كافتقاد الكفاءة العلمية و العملية...كانت في محلها، و مع كل هذا كان المهاجر يبلع واقع الحال بحجة درئ الفتنة من جهة و على خطى عادل إمام من جهة أخرى : " الريس اللي تعرفوا أحسن من الريس اللي ما تعرفوش "... من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه... ولنضع ألف خط تحت "منع" وألف خط تحت "سعى في خرابها" ليتضح للمهاجر المغربي أن حب الزعامة الفارغة و نشوة القيادة المهتزة، سلوك دفع بأحفاد "لاقيس" إلى تحويل المحارب و المساجد إلى دكاكين قابلة للبيع و الشراء في عقيدة المهاجر و مرجعياتهم الدينية، محولين الأرض الخصبة إلى ملاعب تجارية تُعقد فيها الصفقات... يعيبوننا و هم صناع العيوب، إن ما بُني على الهاوية مصيره الهاوية، حيث تضل القضية كبناء أُغدق أساسه فوق رمال هينة فأُعجب به أصحابه فارتفعوا به علوا حتى أسقطته ريح عاتية بمشيئة من...؟... بما صنعت "ارْكَابِيهم". مصائب قوم عند قوم موائد و ليس فوائد... امتلأت موائد الإخوة أعداء بما لذ وطاب، هذه المرة ليس بالأكل و الشراب بل بوفرة لحم المهاجر الحريص بغيرته على العقيدة و إزالة الشوائب منها، حيث تبللت الموائد بدماء المهاجر الغافل الذي بات يُقَطع لحمه على هذه الموائد بلغة الصاع و الذراع " و اهمني " . قلة لحيا والشيطان بولحية! ما يحدث بمساجد أوروبا عموما وألمانيا خصوصا مشاهد تدور مع عجلة الزمان، الكل يحاول نسيانها لعل الأخير يسأم منها ليرمي بها إلى مزبلته، لكن الذاكرة الجماعية للمهاجر المغربي كانت أكثر صلابة من التاريخ نفسه، لقد جرب المهاجر في لحضات سابقة طرقا كثيرة لطرد أحفاد لاقيس من منابر العزة المُهتزة، لقد فضح بعضا مما يدور بكواليسهم، ثم أختلف معهم سرا و جهرا، حيث عصا أمرهم و هزم عزيمتهم و رفض فكرهم ففضح انتمائهم المتعصب للجغرافيا بلا تاريخ، و مع ذلك وجد المهاجر نفسه أنه " كاينفخ في قربة مثقوبة ". لقد اتضح لي كمراقب و مترقب أن المهاجر المغربي " باقي فيه الخير "، لقد وجدته يملك عزيمة يستطيع أن يفل بها أغلال شيطان المحارب...حفيد لاقيس لم ينفعه عذره الخُلقي، فحينما يواجهه الناس بما لا يحب يُكثر من الثنائيات بين أزقة المدينة هو و ابن عرقه " أحمق العركاني أو بقية اعراكنة " لقد كانت حملات المضايقة و الكلام المرسل و التربص بالناس عنوان مشهد ضحك منه القضاء الألماني. شاهد ما شافش حاجة ! يقول شاهد عيان، و العيان بلفض المغاربة تعني مريض ...هي هاذيك كيف ما فُهمت . حينما نبهت بخطورة سلوك شيطان المحراب قيل لي من دوي النيات الحسنة : " لا تسئ الضن يا كُريط " فأجبت في قرار نفسي ، إنني رجل مسلم و مؤمن فقد قال عني رسول الله صلى الله عليه و سلم : "اتقوا فراسة المؤمن فإنها لا تخيب أبدا " ، أنتم سلفيون تدعون قول الرسول أمرا و طاعة و فراستي هي بُعد نضري و هي قراءتي لما يروج بمحراب بيت الله على يد شياطين الإنس . فكان الجواب بلام الجحود : لا لا لا يا بابا ، لا تسأ الضن يا أخ كُريط ... إن من أحدثت عنه و عنهم ، أوجدوا لنا إشكالا تسبب في كثير من الأزمات التي لازال يعاني منها الجسد المغربي المهاجر في ضل الغياب الكبير لتدخلات الدول المضيفة من جهة و المغرب من جهة أخرى، كون أسباب صراع الزعامة في بيوت الله بأوروبا و باقي الدول الغير إسلامية وجدتها تتشابه في المواقف بين بلد لآخر لسبب واحد، ألا و هو زعامة من أجد المحصلة و المداخيل، حيث تبدأ بزرع الفتنة و ترسيخ مبدأ الكراهية بين الأفراد ليتم الغرض المنشود. " صُناع الكراهية "... و حتى لا أطيل أضع بين يدي القارئ المحلل لكلامي جملة واحدة تكون مُكملة للمعنى الشمولي لما يحدث و سبب حدوثه . حينما يسألونك عن الكراهية ، قل هي من صناعة تُجار الطريق، و المعنى هنا هو أن أناس كثيرون يريدون استعمال المساجد كقنطرة عبور لمآربهم الدنيوية و حينما يصطدمون بتعقيدات معينة أو بنا شخصيا ، تكون الفتنة و صناعة الكراهية هي بداية الطريق و نهاية طريقهم...للأسف تنطلق التجارة مع الله و تنتهي في بورصة لاقيس... هدا الرأي كتبته بعد أن حذفت أكثر من 6 صفحات منه تتضمن حقائق خطيرة، و ساكتفي بهذا تزامنا مع سقوط أقنعة كثيرة و احتفالا بسقوط رموزها المزعومة، حيث فضلت أن لا أذكر أسماء الجُنات على مساجد المهجر لكي لا أدخل في إطار القذف الموجه و لكن آثرت على نفسي أن أضع توقيعي من خلال ذكر أسماء مستعارة و أما الباقي فسيتم فهمه من قبل مليونيات مهاجرة عايشت هذه الأحداث و لا زالت حبيسة أغلالها. خاص بموقع العمق