في ظل ارتفاع معدلات الحرارة وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، قررت الصين استحداث أول مدينة بيئية من نوعها في العالم. تعمل الصين منذ مدة على اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من انبعاثات الغازات الضارة الناجمة التطور الصناعي والتقليل من آثارها السلبية، وحول هذا الموضوع قال خبراء البيئة في البلاد: "على مدى السنوات ال 30 الماضية، شهدت الصين تطورا اقتصاديا متناميا، أدى إلى زيادة الدخل وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين، لكن هذا النمو كان مترافقا مع ظهور الكثير من المعامل والمصانع التي زادت من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة، والآن حان الوقت لإصلاح الأخطاء وبدأ ترميم الفجوة البيئية، لذلك قررت الصين بناء مدينة بيئية خضراء بالقرب من منطقة يوتشو جنوب البلاد". ووفقا للقائمين على مشروع "المدينة الغابة"، فإن المدينة ستحتوي على ما يسمى بال "مباني الخضراء" المحاطة بنباتات ستنقي الهواء وتزيد انبعاثات الأوكسيجين، وهذه المدينة من تصميم المهندس المعماري الشهير، ستيفانو بويري، الذي يطور المشاريع الخضراء حول العالم. ومن المفترض أن تضم هذه المدينة نحو 30 ألف نسمة، وبيوتا ومكاتب ومدارس ومستشفيات تؤمن طاقتها من ألواح الطاقة الشمسية الصديقة للبيئة، حيث ستكون مبانيها مكتسية ومحاطة بنحو مليون نبتة من أكثر من 100 نوع، فضلا عن 40 ألف شجرة ستعمل كلها سنويا على امتصاص نحو 10 آلاف طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وقرابة 57 طنا من الملوثات، وتطرح نحو 900 طن من غاز الأوكسيجين. تبلغ مساحة المدينة نحو 175 هكتارا، وترتبط مع مدينة ليوشو بسلسلة من السكك الحديدية المخصصة للسيارات الكهربائية، ومن المخطط الانتهاء من بنائها عام 2020.