أعرب سلطات مدريد عن قلقها من احتمال ارتفاع طلبات اللجوء السياسي للمغاربة القادمين من الريف، سواء في مليلية المحتلة أو في المدن الإسبانية. وحسب صحيفة القدس العربي، ف"تجهل المواقف التي قد تتخذها مدريد بين دراسة الملفات أو تشجيع بطريقة أو أخرى المهاجرين للانتقال إلى دول أوروبية". وذكر المصدر ذاته، أنه "نظرا للقرب الجغرافي مع إسبانيا ووجود ظاهرة قوارب الهجرة من سواحل المغرب نحو جنوب إسبانيا، فقد بدأت السلطات الإسبانية بتسجيل طلبات اللجوء السياسي لشبان مغاربة بحجة أن السلطات المغربية تلاحقهم بسبب أفكارهم وبسبب نشاطهم في حراك الريف". وتلتزم السلطات الإسبانية الصمت حول هذا الملف، علما أن عشرات المغاربة قدموا طلب اللجوء السياسي والإنساني في المدينة خلال الشهور الماضية، وبعضهم ليس لأسباب مرتبطة بحراك الريف. ونقلت وكالة أوروبا برس، عن مصادر تابعة لوزارة الداخلية عن وجود حالات طلب لجوء سياسي لشبان من الريف وصلوا إلى سواحل إسبانيا في قوارب الهجرة، وتدرس الطلبات الآن تماشيا مع قانون اللجوء المعمول به. وتابع المثدر ذاته، أنه "تماشيا مع تقاليد إسبانيا، فمن المستبعد منحها اللجوء للمغاربة الذين تقدموا به خاصة في ملف الريف تفاديا لتوتر مع المغرب، وقد تلجأ إلى طريقتها الكلاسيكية، وهي عدم الرد بسرعة على الطلبات وترك اللاجئين يعيشون في إسبانيا، مما يدفع طالبي اللجوء للانتقال إلى شمال أوروبا مثل ألمانيا". وتعتبر ألمانيا الوجهة المفضلة للمغاربة لطلب اللجوء السياسي لأن أغلبهم لا يتعرض للطرد بسبب وجود اختلاف وسط البرلمان الألماني، باعتبار المغرب بلدا آمنا لحقوق الإنسان أم لا، علما أن برلين حاولت طيلة السنة الأخيرة تصنيف المغرب العربي بالمنطقة الآمنة حتى يتسنى لها طرد المغاربيين، ومنهم المغاربة الذين تقدم بعضهم بطلب اللجوء بعد حراك الريف. وأبرزت الصحيفة ذاتها، أن "ملف الريف يحضر في السياسة الإسبانية وخاصة في أسئلة حزب بوديموس اليساري، وعالج نائب وزير الخارجية الإسباني إلدفونسو كاسترو هذا الملف في جلسة يوم الخميس من الأسبوع الجاري، وشدد على موقف إسبانيا الكلاسيكي، وهو الثقة في الدولة المغربية لمعالجة احتجاجات الريف بطريقة مناسبة تماشيا مع احترام الدستور والقوانين المغربية". وتعيش منطقة الريف حراكا شعبيا منذ ثمانية أشهر بسبب مطالب اجتماعية، منها تحسين التعليم والصحة وإيجاد مناصب شغل، لاسيما في منطقة الحسيمة، ونتج عن التوتر الحالي تظاهرات يومية واعتقالات تجاوزت 120 معتقلا على رأسهم أبرز قادة حراك الريف وهم ناصر الزفزافي ومحمد جلول وسيليا الزياني.