أنت مواطن قطري فأنت مشتبه به، أنت قطري من الأغنياء الأسخياء في خدمة المستضعفين والفقراء فأنت معرض للحصار بتهمة مساندة الإرهاب حسب محكمة مثلث برمودا الراعي للفتنة ورابعهم كلبهم اللاهث وراء الدولار من أرض الكنانة، أسود على قطر ونعامات أمام ترامب وإيران وتركيا. تلك تهمة واهية أصبحت حيلة من لا حيلة له، تهمة يفندها الواقع ويشطبها التاريخ من سجلاته لأن الإرهاب الحقيقي هو ذاك الذي تعرض له المرابطون في ميدان رابعة، وقبض ثمنه السيسي ممن يدعون اليوم محاربة الإرهاب، هو ذاك الذي حاول الانقلابيون على أردوغان فعله لكنهم فشلوا رغم العطاءات السخية من دولة مسلمة واحسرتاه، موقف محرج جدا يشبه حالة زوجة ضبطت وهي تخون زوجها، وليس أقل حرجا من بعض علماء البلاط الذين ابتلعوا ألسنتهم بل منهم من باع عمامته بالمناصب السياسية، عاهرة في جلباب قسيس وفتوى تخضع لمؤشر المجاملة والوظيفة رغم أن شرعنا لا يحابي أحدا. اليوم يحق لكل قطري أن يرفع رأسه عاليا بشموخ وعزة، لأن بلده تفضل أن تطعم الجوعى بأموالها وتناصر المستضعفين بإعلامها وأقلامها بدل أن تطبل و تزمر لرجولة مخصية، فسنابل السودان والصومال روتها سيولة القطريين، وأفواه الجوعى في غزة أشبعها دقيق قطر والقضية الفلسطينية والإخوان المسلمون في مصر والثورات العربية ناصرها إعلام قطر، شهامة ومروءة قطر احتوت حتى أعداءها فرغم هذا الحصار الظالم أظهر قادتها نضجا سياسيا كبيرا وحلما ليس له مثيل فلم يردوا الصاع صاعين ويقطعوا الغاز عن الإمارات ولم يطردوا العمالة المصرية ولم يلتفتوا إلى هذه الصغائر بل عالجوا الأزمة بحكمة بالغة. لذلك فقطر لن تذعن لحكم الوصاية وهي من علم العالم العربي الحرية ولا أغالي إن قلت، إن كل أحرار العالم مستعدين لكل شيء من أجل عيون قطر.