أثار توقيع المملكة العربية السعودية اتفاقا مع شركة "مونسانتو الأمريكية" المختصة في الزراعة، من أجل العمل على أراضي المملكة، الكثير من رودود الفعل الغاضبة، نظرا للاتهامات التي توجه إلى الشركة بكونها تنشر بذورا ضارة تتسبب في ظهور أمراض غريبة وتقضي على الزراعة، وهي الشركة التي قررت عشرات المنظمات الحقوقية تقديم شكاية بأدلة ضدها أمام محكمة الجنائية الدولية حول تورطها في "جرائم ضد الإنسانية"، كما انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمنعها من دخول السعودية. باحثة تحذر وحذرت باحثة عربية متخصصة في مجال الزراعة، من خطورة شركة "مونسانتو الأمريكية" المنتظر دخولها إلى السعودية، مشيرة إلى أنها صُدمت حين علمت بأن الشركة توجد من ضمن الشركات التي وقعت معها وزارة التجارة السعودية اتفاقا خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للمملكة. وأوضحت الباحثة أن الشركة تختصر عملها في "الحرب البيولوجية" على الدول التي تدخلها، ومهمتها الخفية هي القضاء على الزراعة في أي بلد تدخله منتجاتها أو تنشط فيه، فهي صاحبة "العامل البرتقالي" الذي قضى على غابات فيتنام لكشف الجنود ولتحقيق النصر الأمريكي، وهي الشركة المنفذة لخطة بريمر في العراق لتحويله لدولة فقيرة زراعيا عبر تعيين نائب رئيسها كمستشار لبرايمر، وفق تعبيرها. وأضافت أن الشركة المذكورة متهمة بصناعة جنون البقر وانتشار السرطان في الهند، وهي رائدة الأغذية المعدلة وراثيا، لافتة إلى أنها مرفوضة في أوروبا لتاريخها الإجرامي، مشددة على أن السماح بدخولها للمملكة خطر على الصحة بشكل مباشر وتدمير للأراضي الزراعية بحيث لا تنتج محاصيل ونشر لأوبئة زراعية لا يعرف لها علاج لاستخدامها تقنيات متقدمة غير معروفة للعالم، على حد قولها. وتابعت قولها: "استخدام البذور التي تنتجها الشركة يعني عدم إمكانية استخدام ما تنتجة تلك البذور للزراعة مرة أخرى، وهو ما يعني ببساطة أن نباتاتها لا تنتج بذورا، ما يجعل المزارعين مضطرين لشراء بذور الشركة باستمرار". وقالت في مقطع فيديو تداوله النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "الشركة الشيطانية": "هي شركة بدأت من 50 سنة كشركة منتجات كيميائية، وتعمل في المنتجات البلاستيكية، ووجدوا أن مصانعها في أمريكا تسرب مواد كيميائية خطيرة، وبدأ الناس يموتون ويمرضون، والمنطقة التي تواجدت فيها المصانع كان شعبها يميلون إلى الفقر". وأوضحت أن "البعض حاولوا أن يعرفوا السبب ووجدوا أن الأسماك منتفخة وتنزف دماء، واستغرب العلماء، وقالوا إنه يوجد نوع من التسمم وبدأ الشك في السفن وبحثوا واكتشفوا تسريب كيميائي حاد جداً ، وأن التسريب يأتي من شركة مونسانتو، والأدهى أن الشركة كانت تعرف، وقاموا باستغلال فقر السكان". واستطردت الباحثة: "كذلك المحافظ ورئيس الولاية الأمريكية التي تقع بها المصانع كانوا على علم بذلك، ولكن بالرشاوي لزمت الحكومة الصمت، والعلماء بدأوا بالتحدث عن الأمر، والسكان قاموا بمظاهرة، رافعين قضية على الشركة، وقد حصلوا على حكم تعويض يقدر ب 700 مليون دولار وهو ما يعني أن الحق معهم، وهذه الكارثة الأولى". وواصلت حديثها قائلة: "انتقلت الشركة بعد ذلك لتعمل في الأطعمة والزراعة، فكانت الكارثة الأخرى، وأجروا تعديل باستخدام المعامل الصيدلانية، وبدأوا باسم العلم والتكنولوجيا، وعدلوا جينياً أو وراثياً، كأن يأخذ العلماء جين من كائن حيوي ليضيفوه إلى كائن حيوي آخر، وبدأوا بالقطن، والذرة وفول الصويا، مشيرة إلى أن "العلماء اكتشفوا أيضًا أن المواد التي جربتها الشركة على فئران المعامل، أدت إلى إصابة الفئران بأمراض وأورام خبيثة". جرائم ضد الإنسانية وكانت عشرات المنظمات الحقوقية والمنظمات غير الربحية، قد قررت سابقا تقديم أدلة للمحكمة الجنائية الدولية حول تورط شركة "مونسانتو" الأمريكية في جرائم ضد الإنسانية. وحسب آراء الحقوقيين فإن شركة "مونسانتو" أنتجت منذ بداية القرن العشرين مجموعة كاملة من التوكسين الذي ألحق ضررا كبيرا غير قابل للإصلاح بالمحيط وبصحة سكان الكرة الأرضية. وتحضر منظمات غير حكومية ومدافعون عن البيئة وحقوق الإنسان ومنظمات الدفاع عن المستهلك بصفتهم المدافعين عن هذه القضية في المحكمة الدولية، حيث يتهمون "مونسانتو" بأنها أدارت في 1940 معمل "أوك ريدج" الوطني لمشروع مانهاتن لإنتاج أول أسلحة نووية. وتعتبر شركة "مونسانتو" متعددة الجنسيات أكبر منتج للبذور (العادية والمعدلة وراثيا)، وتملك من 70 إلى 100% من أسواق بذور مختلف المحاصيل في العالم، وتعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية الزراعية، وهي المنتج الأول بالعالم لمبيد الحشائش "جلايفوست" تحت اسم "راوند آب"، ويسميها الناشطون المعارضون للأغذية المعدلة وراثيا "Monsatan" وهي لعب على كلمة شيطان باللغة الإنجليزية. سعوديون يرفضونها وأثار دخول الشركة إلى السعودية ردود فعل غاضبة من طرف كثير من المغردين السعوديين، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات وتغريدات تحت هاشتاغ "#امنعوا_استثمار_مونسانتو". وكتبت الناشطة هالة القحطاني: "في البداية التجارة رخصت شركة أمريكية ثم اكتشفنا فيما بعد بأنها أكثر من ذلك لتندس شركات سيئة السمعة فوق البيعة". وعلق فرحان بالقول: "السماح لها من الأساس قرار خاطئ" السماح لها منذ البدء بالاستثمار في وطننا هو إجراء خاطئ! جميع شعوب العالم نندت بهذه الشركة، فنقوم ونأتي بها بأنفسنا؟" وقال بندر عطيف متعجبا "ناقصين أمراض؟! "ناقصين أمراض احنا.. على وزارة الصحة ووزارة البيئة وهيئة الغذاء والدواء التدخل لمنع دخول منتجات معدلة وراثيا". وطالب فيصل العبدالكريم بتوضيح عاجل من وزارتي التجارة وهيئة الاستثمار، بالقول: "نحن بحاجة لتوضيح عاجل مشترك من وزارة التجارة وهيئة الاستثمار ..وأيضاً من هيئة الغذاء عن منتجات هذه الشركة بسوقنا". السعودية توضح وكانت هيئة الاستثمار السعودية، قد أوضحت أن شركة مونسانتو الأمريكية لم تبدأ بمزاولة أعمالها ولم تستكمل الإجراءات النظامية التي تخولها ممارسة نشاطاتها في المملكة، وذلك بالرغم من أن وزارة التجارة السعودية وقعت اتفاقا مع الشركة خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة للمملكة. وأكدت الهيئة أن الأنشطة الاستثمارية التي يتم التصريح لها بالعمل في المملكة تخضع لمراقبة دقيقة من جميع الجهات المتخصصة ذات العلاقة ولن يسمح للشركة بمزاولة أعمالها إلا بموافقة الجهات ذات الاختصاص في المملكة، وأهمها وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة العامة للغذاء والدواء والاستعانة بمراكز البحوث الدولية وبيوت الخبرة العالمية لمعرفة مدى سلامة منتجاتهم. وبينت أنها تمنع المؤسسة العامة للحبوب استيراد أي حبوب (قمح أو شعير) من بذور معدلة وراثيا، ويتطلب تقديم شهادة معتمدة من البلد المصدر مع كل شحنة مستوردة، كما أن نظام الهيئة العامة للاستثمار يُلزم المستثمر الأجنبي بالتقيد بكافة الأنظمة واللوائح والتعليمات المعمول بها في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن أن نظام الهيئة العامة للاستثمار يلزم المستثمر الأجنبي بالتقيد بالاتفاقيات الدولية التي تكون طرفاً فيها.