قال تقرير صادر عن وزارة الزراعة الاميركية إنه بعد أكثر من 15 عاما على استخدام محاصيل معدلة وراثيا تبين ان هناك جملة من الفوائد لها الا ان تأثيراتها على البيئة وعلى إنتاج الغذاء متباينة حيث يسبب استخدام المزارعين الزائد لمبيدات الاعشاب الشائعة مع المحاصيل المعدلة وراثيا قلقا مستمرا. وقال مايكل ليفنغستون وهو اقتصادي زراعي حكومي وأحد واضعي التقرير الذي أعدته هيئة البحوث الاقتصادية بوزارة الزراعة الأميركية "نحن لا نصنف المحاصيل المعدلة وراثيا على أنها جيدة أو سيئة. نحن نقدم معلومات فقط". ويأتي التقرير الذي نشر على شبكة الانترنت في 20 فبراير/شباط في وقت تخضع فيه المحاصيل المعدلة وراثيا لتدقيق شديد. وتطالب جمعيات المستهلكين بوضع لوائح أكثر صرامة على بحوث المحاصيل والإنتاج وتسعى لإلزام المنتجين بوضع علامات مميزة على الأغذية المصنوعة من محاصيل معدلة وراثيا فيما يعرب المختصون في شؤون البيئة عن مخاوف متزايدة بشأن مكافحة الأعشاب الضارة ومقاومة الحشرات للمحاصيل والمواد الكيميائية التي تستخدم لمكافحتها. وتشير بعض الدراسات العلمية إلى أن استخدام مواد كيميائية على المحاصيل مرتبط بالاصابة بالأمراض. وقال التقرير إن المحاصيل المعدلة وراثيا زرعت في نحو 169 مليون فدان في الولاياتالمتحدة في 2013 وهي نصف مساحة الأرض المستخدمة للمحاصيل الزراعية. وقال التقرير إن الحبوب حاصلة على براءة اختراع وتتجاوز تكلفتها تكلفة البذور التقليدية فقد كان سعر بذور فول الصويا والذرة التي زرعت بين عامي 2001 و 2010 أعلى بنسبة 50 بالمئة. لكن الشركات التي تبيع هذه البذور تقول انها تجعل التعامل مع الاعشاب الضارة والحشائش أسهل للمزارعين كما انها تساعد في زيادة الإنتاج. وقال باحثون في تقرير هيئة البحوث الاقتصادية إنه خلال الخمسة عشر عاما الاولى من الاستخدام التجاري لبذور المحاصيل المعدلة وراثيا لم تثبت هذه البذور زيادة واضحة لامكانيات المحاصيل و"في الحقيقة قد تكون المحاصيل المقاومة للحشرات أو القادرة على تحمل مبيدات الاعشاب أقل حجما من المحاصيل المتنوعة التقليدية أحيانا". وقال التقرير إن العديد من الباحثين وجدوا أنه "لا توجد اختلافات مهمة" بين العوائد الصافية للمزارعين الذين استخدموا بذور معدلة وراثيا قادرة على تحمل مبيدات الاعشاب والذين استخدموا بذورا غير معدلة وراثيا. وقال مؤسِّس الهيئة الدولية لحيازة تطبيقات التكنولوجيا الحيوية الزراعية المعدلة وراثيًا كلايف جيمس، إن "المحاصيل المعدلة وراثيًا باتت تظهر قيمتها العالمية كأداة للمزارعين الذين يفتقرون إلى الموارد ويواجهون ضغوط شح المياه والأعشاب الضارة والحشرات. أما آثار تغيّر المناخ فسوف تستمر في توسيع الحاجة لهذه التكنولوجيا". وأضاف أن ازدياد قبولها يُمثل ثقة وقناعة ملايين المزارعين الذين يتجنبون المخاطر "ممن استفادوا من المنافع الكثيرة التي تقدمها المحاصيل المعدلة جينيًا".