فجأة وجدت أناملي تحمل ريشتي لتكتب عن هذا التلوث السياسي الذي يعكر صفو حياتنا ورغم كل الخلل الواضح وضوح الشمس في ظهيرة تموز ،يتحدثون عن الاستثناء :شعب الاستثناء ، بلد الاستثناء ، و استثناء الاستثناء و لو أملينا النظر في استثناءاتهم لصدقناهم. – أولى استثناءاتهم طوت صفحة محبوب الجماهير بن كيران رغم حصول حزبه على الأغلبية وتعيينه لتشكيل الحكومة ليتم البلوكاج مع سبق الإصرار و الترصد و لأننا بلد الاستثناء تم إعفاء الرجل وتشكيل حكومة أقل ما يقال عنها حكومة كراكيز. – تتوالى الاستثناءات ليتحرك الريف منذ ما يزيد عن نصف سنة مطالبا بحقه في العيش الكريم ،فلا أحد من المسؤولين يحرك ساكنا، يكسفه أو ينصفه ،وعندما حمي الوطيس ترمى هذه الجماهير المتدفقة بتهمة الانفصال و الخيانة و هل هناك من خائن اكبر من ذاك الذي لفظته الاستحقاقات الأخيرة و أبى إلا أن يفرض نفسه على الشعب في ضيافة ثقيلة جدا. – ثالث استثناءاتهم و أغربها مسؤول بحقيبة وزير للداخلية تحمله رياح النفعية الحزبية فتحط به الرحال في وزارة التعليم ناسيا منسأته بيده ليهشم بها رؤوس أطر و مدراء و يعفيهم من مهامهم لأن صلاحية كفاءاتهم انتهت حسب زعمه ، والحقيقة أن غالبيتهم ينتمون إلى إحدى الجماعات المغضوب عليها. -الاستثناء أيضا في المادة 25 من مدونة الأسرة التي سمحت للمرأة بتزويج نفسها في تناقض ظاهر مع مذهبنا- مذهب الإمام مالك -الذي يعتبر الولاية شرط صحة في عقد الزواج بل اشتهر عن الإمام مالك أن الولاية في النكاح شرط في الشريفة دون الدنيئة (فلتنظر كل مقبلة على الزواج من أي صنف هي ). -الاستثناء الخامس هو انشغال بعض الجمعيات بوضع المرأة وتقزيم معاناتها في المساواة في الإرث و الأمهات العازبات و استعمال العازل الطبي كيف تصبحين عارة في ثلاثة أيام و التعدد، متناسيات المشاكل الحقيقية للمرأة (مي عيشة و أمثالها ،العجائز في البوادي وقد تقوست ظهورهن بكومات الحطب وهن يكابدن أعالي الجبال ،الأوضاع المهينة لاشتغال المرأة ،الأعراض التي تباع بأبخس الثمان ،الخادمات و العنف البدني و النفسي الذي يلاقينه من طرف تاء التأنيت ،معاناة نساء سبتة و مليلية و يومياتهن الشاقة…. ).