كشفت وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أن التحاليل المخبرية التي قامت بها المختبرات المختصة على عينات من الأطعمة، كانت قد أودت بحياة أم وابنتها الصغيرة بورزازات الأسبوع الماضي، خلصت إلى أن التسمم الغذائي راجع إلى تناول الأسرة مواد غذائية ملوثة بجرثومة سامة تسمى "كلوستريديوم بوتولينوم"، التي تلوث المنتجات الغذائية وتفرز سموم مضرة بصحة المستهلك. وأوضح بلاغ للوزارة والمكتب المذكور، تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، أنه "تم رصد الجرثومة السامة بأطعمة تم العثور عليها بمنزل الأسرة السالفة الذكر، تنتمي لفصيلة البكتيريا العصيبة اللاهوائية والموجبة الغرام (bacille anaérobie à gram positif) وتنتج بويغات (spores) التي تعد وسيلة المقاومة لهذه البكتيريا"، مضيفا أن "تناول الأطعمة الملوثة بهذه الجرثومة يتسبب في اعتراض التواصل بين الخلايا العصبية والعضلية مما ينتج عنه شلل تدريجي للمستهلك حتى الممات". وأضاف البلاغ ذاته، أن "المصبرات الغذائية التقليدية والعائلية (conserves alimentaires) التي لا تحترم الشروط الصحية الوقائية ومعايير المعالجة الحرارية تعتبر أهم أسباب هذا النوع من التسممات"، موضحا أن "المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قامت بتنفيذ عدة إجراءات احترازية، من بينها تعليق بيع نوع الأطعمة التي تم فيها رصد الجرثومة السامة، إضافة إلى حجز احتياطي للمنتوج في انتظار نتائج البحث الصحي". وخلصت التحريات التي قامت بها مصالح المكتب، يضيف البلاغ، إلى أن "وحدة الإنتاج المعتمدة، مصدر المنتوج المشكوك فيه، تشتغل بمهنية عالية ومدت يد المساعدة لمصالح المكتب أثناء البحث الصحي الذي برهن أن منتجات هذه الوحدة سليمة وتستجيب لجميع المعايير المعمول بها".