هكذا أصبح بعض المغاربة يصنفون بعضهم البعض و إن حمولة هاتين الكلمتين ثقيلة جدا حسب فهمهم ،فالأولى و استنادا إلى معجم العياشة تعني الطائفين الانفصالين العنيفين الجاهلين البدو وكل النعوث التي تصب في هذا المعنى، و أما الكلمة الثانية حسب قاموس الأوباش فهي تعني الخونة و العملاء و البلطجية و المستفيدين من الريع و غيرها من الصفات و المصطلحات اللقيطة الدخيلة على قاموس مغربنا الحبيب المعروف بالتعايش و التسامح ، و هكذا تضيع الحقيقة و يزهق الحق بين الفئتين ،فئة تطالب بحقوقها كاملة في العيش الكريم وفئة تنكر عليها هذه الحقوق تحت ظل الطائفية و الانفصال و تؤاخذ عليها غياب الراية الوطنيةالتي توحد الجميع في حراكها وهو ما يدعم طرحها. وأيا كان الاختلاف فالمغرب وطننا جميعا و يتسع لنا عربا و أمازيغ،دون تفرقة أو عنصرية مقيتة (دعوها فإنها نتنة) و عوض أن نوحد جبهاتنا و صفوفنا ،و نصوب نبالنا إلى رموز الفساد الذين همشوا أقاليمنا في المغرب كله و بدون استثناء عمدنا إلى تبادل التهم و الشتائم بيننا في مشهد يروق كثيرا للأوباش و العياشة الحقيقيين الذين سحقوا المواطنين و امتصوا دماءهم و اغتصبوا أحلامهم. والغريب في أن هناك فئة ثالثة في ركن منعزل تلتزم الحياد و تكتفي بالنقاشات الجانبية التي غالبا ما تنتهي بخصومات و قطيعة لأواصر الأخوات و الصداقا ت،فئة تنتظر الفائز فتناصره كما هو الشأن في الانتخابات. اليوم بلدنا الحبيب يحتاج لنا جميعا بكل شرائحنا و أطيافنا ،و كأننا ولدنا للتو أو صقلنا كالمرآة صافية ، بعيدا عن القبلية و التعصب او الانتهازية و البلطجة وهذه المسميات التي أرهقها الناس استعمالا في غير محلها ، لنقف سدا منيعا ضد ما يسمى بالفوضى الخلاقة لبلقنة الدول الاسلامية . حفظ الله بلدنا من كل فرقة أو تشتيت وقيض له مسؤولون يخدمون المواطنين أولا و أخيرا.