أعلنت وزارة الصحة أنها قررت مقاضاة كل من يعتدي على أطرها أثناء قيامهم بعملهم، مشددة على أنها "لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، الذين يقدمون خدمات إنسانية نبيلة، ويشتغلون، رغم قلة عددهم، في ظروف قاسية، ليل نهار وعلى مدار سائر أيام الأسبوع، لضمان الخدمات الصحية للمواطنات والمواطنين". وقالت الوزارة في بلاغ لها، توصلت "العمق المغربي" بنسخة منه، إنها لن تتساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية أو الاعتداء على المؤسسات الصحية بالتخريب أو الإتلاف أو النهب، كما تعلن أنها تحتفظ لنفسها بالحق في متابعة كل الجناة طبقا للقوانين الجاري بها العمل. وجاء إصدار الوزارة لهذا البلاغ شديد اللهجة، بعد تعرض طبيب وأحد العاملين بالمركز الصحي الحضري "زرهون" المتواجد بمقاطعة سيدي مومن بالدار البيضاء، أول أمس الأربعاء 17 غشت 2016، لاعتداء وصف بالشنيع من طرف أحد المرضى، كان يعاني من مرض جلدي. وذكر بلاغ الوزارة أن الطبيب بعد أن فحص المريض، تبين أنه كان يعاني من مرض جلدي مزمن، ونظرا لنوعية هذا المرض، قرر الطبيب توجيه المريض إلى طبيب متخصص في الأمراض الجلدية والموجود بالمستشفى الإقليمي المحاذي للمركز الصحي "زرهون"، إلا أن المريض، الذي كان في حالة هستيرية وأصر على ضرورة تمكينه من الأدوية، رافضا التفسيرات والتوجيهات المقدمة من طرف الطبيب. وأضاف المصدر ذاته أن المريض بلغ به الأمر إلى درجة الاعتداء على الطبيب لفظيا وجسديا، وخرج مسرعا من المركز الصحي ليعود وفي يده عصى ووجه ضربة إلى (م.د) وهو أحد العاملين بهذا المركز، وأصابه إصابة بليغة في عينه، مما استوجب نقله، على وجه الاستعجال، إلى مستشفى 20 غشت، حيث أجريت له الفحوصات، وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية دقيقة واستعجالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأكد بلاغ الوزارة هذا الحدث خلف استياء كبيرا لدى الأطر الصحية العاملة بهذا المركز، كما خلق جوا من الخوف والفزع مما اضطرهم إلى توقيف مهامهم بهذا المركز إلى حين توفير الأمن والحماية اللازمة، مدينة "بشدة هذه السلوكات الدنيئة والتصرفات غير المقبولة الصادرة عن هذا المريض والتي من شأنها الإساءة إلى الأطر الصحية وكافة مهنيي الصحة"، معلنة تعلن مؤازرتها ل (م.د) ضحية هذا الاعتداء، مؤكدة أنها قررت متابعة الجاني قضائيا. ودعت الوزارة الجهات المعنية إلى ضرورة توفير الأمن والحماية لكافة المشتغلين بالمؤسسات الصحية والعلاجية والاستشفائية، وحماية مهنيي الصحة خاصة أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني النبيل، وتوفير الأمن والسلامة للمرضى ولمرتفقيهم، ووضع حد لمثل هذه التصرفات الوحشية والدنيئة، بحسب تعبيرها.