قرر قاضي التحقيق في الدارالبيضاء في الساعة الثانية صباحا من اليوم الثلاثاء، إيداع "قائد حراك الريف" ناصر الزفزافي ورفاقه السجن المدني عكاشة بالبيضاء. ونشر المحامي بهيأة دفاع ناصر الزفزافي عبد الصادق البوشتاوي، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أسماء المعتقلين السبعة الذين تقرر إيداعهم سجن عكاشة ويتعلق الأمر ب"ناصر الزفزافي، فهيم غطاس، أحمد هزار، الحنودي الحبيب، شكير المخرواط، محمد المحداني، محمد حاكي". وكان المحامي إسحاق شارية، أحد المترافعين عن مجموعة ناصر الزفزافي، قد كشف تفاصيل حوالي أربع ساعات من الاستماع إلى الزفزافي ورفاقه من قبل وكيل الملك بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، أمس الإثنين. وقال شارية في تصريح لجريدة "العمق"، إن أجواء جلسة الاستماع كانت عادية ومؤثرة في الوقت ذاته، مبرزا أن ناصر الزفزافي فاجأ من كان بالقاعة وعلى رأسهم وكيل الملك ونوابه الثلاثة الحاضرين في الجلسة بكلامه الوطني والعميق. وأوضح شارية أن الزفزافي شدد من خلال حديثه على أنه وطني وأن كل ما أشيع حول توجهاته الانفصالية هي تهم لا أساس لها من الصحة، مشددا في حديثه أمام وكيل الملك على أن المطالب التي يدافع عنها بمعية رفاقه هي اجتماعية بحتة. وأشار شارية بأن الزفزافي أجاب عن سؤال حول لماذا لا يرفع العلم المغربي في المسيرات التي كان يقودها، بأن الراية المغربية في القلب ولا يوجد هناك في الدستور والقانون ما يجبر المواطنين على رفع العلم المغربي في الاحتجاجات. وأضاف أنه أجاب عن سؤال لماذا يرفع علم الريف، بأن هذا العلم له رمزيته في الريف، غير أنه نفى أن يكون قد رفعه يوما أثناء الحراك، مشددا على أنه طيلة الحراك كان يحث دوما على السلمية، وأن طلبه هذا للمحتجين هو الذي أدى إلى بقاء الحراك سلميا. وأبرز شارية، أن الزفزافي أخبر وكيل الملك بأن هناك محاولات من قبل بعض الأشخاص في الخارج للتدخل في الحراك ومن بينهم البرلماني السابق سعيد شعو، إلا أنه رفض هذا الأمر بتاتا، مضيفا أنه حث سكان الريف القاطنين بالخارج على عدم تجاوز سقف المطالب التي ينادي بها أبناء الريف في الداخل. شارية، أورد أيضا في حديثه مع جريدة "العمق"، أن المعتقلين الستة إلى جانب الزفزافي نفوا كل التهم الموجهة إليهم، مشيرا أن من بين طرائف الجلسة هو الموقف الذي عبر عنه أحد الموقوفين حينما قال لوكيل الملك بأنه ليس هو الذي يُحاكَم ولكنه هو الذي يُحاكِم العدالة. وشدد شارية على أن قولة المعتقل هاته عميقة جدا، بالرغم من أن المتهم متوسط الدراسة، مشيرا أن المحاكمة ستكون فعلا محاكمة للعدالة المغربية، مطالبا في السياق ذاته بتبرئة موكليه لأن التهم التي يتابعون بشأنها لا أساس لها وغير منطقية، مبرزا أن هؤلاء الموقوفين وطنيين ومطالبهم اجتماعية فقط. وأضاف المحامي ونائب المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي أن جلسة الاستماع لرفاق الزفزافي كانت مليئة بعدد كبير جدا من المحامين من شتى مناطق المغرب، مشددا على أن جميع المحامين متطوعين ولم يتقاضوا أي تعويض نظير دفاعهم عن الزفزافي ورفاقه. وأشار شارية أن المحامين اعترضوا على عدد من الأسئلة الاستفزازية لبعض نواب وكيل الملك أثناء الجلسة، والذين حاولوا من خلالها إحراج المتهمين، غير أن رفاق الزفزافي طالبوا من محاميهم أن يسمحوا لوكيل الملك ونوابه بأن يطرحوا ما يريدون من الأسئلة لأنه بإمكانهم أن يجيبوا عنها بدون مركب نقص. وأبرز أن المتهمين كانوا قمة في الوطنية وجنبوا بتصرفاتهم الحكيمة كل مناورات كانت تهدف إلى تحوير الحراك عن أهدافه الحقيقية، مشيرا في السياق ذاته أنه يُنتظر أن يتم تقديم المتهمين اليوم الثلاثاء أمام قاضي التحقيق.