تعرف مدينة تمارة خصاصا كبيرا في المنشآت والفضاءات الرياضية وتراجعا صارخا في مستوى تدبير وتسيير الجمعيات الرياضية وضعفا مهولا في التظاهرات والمنافسات الرياضية ومن وجهة نظري كباحث في الشأن الرياضي أرى أنه لتجاوز هذا الخصاص وهذا التراجع الصارخ، من المفروض على السلطات المحلية المنتخبة والغير منتخبة بشراكة مع مختلف الفاعلين الرياضيين بالمدينة، تحديد وإرساء سياسة رياضية محلية واضحة المحاور والمشاريع والإجراءات، لكي لا نحمل المسؤولية فقط للمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بالإقليم أو لمجلس عمالة تمارة أو لجماعة تمارة، الذين يقومون بمجهودات مستحسنة في تنمية الرياضة المحلية. ومسؤولية التنمية الرياضية في مدينة تمارة ملقات كذلك حتى على الحركة الرياضية المحلية، على رأسها الإتحاد الرياضي البارز في المدينة والذي يأخد منحا ودعما كبيرا من طرف الفاعلين الاقتصادين والرياضيين. لأنه بعد لقاءات وندوات، آخرها كانت ندوة حول واقع وآفاق الجمعيات الرياضية نظمت من طرف جمعية شبيبة تمارة وحضرتها مختلف الجمعيات الرياضية بالاقليم، اتضح بالملموس من خلال توصياتها أن الأزمة الخانقة التي يعيشها الإتحاد الرياضي البارز في المدينة، على مستوى التسيير والتدبير والحكامة، تأثر بشكل واضح على مستواه ومراتبه في البطولات الوطنية والجهوية، واتضح كذلك أن هذه الأزمة أثرت بشكل كبير على فعالية ونشاط أغلب الجمعيات الرياضة المحلية الطموحة والفاعلة ومنها من أصابها الفشل، خصوصا أن الأنشطة الرياضية الخاصة بهذه الجمعيات مرتبطة بشكل مباشر بأنشطة هذا الاتحاد، على مستوى التنقيب والتكوين والتأطير بل حتى على مستوى تنظيم المباريات والدوريات والتظاهرات الرياضية، خصوصا في مجال كرة القدم. وهو ما يدفعنا دائما للقول بأن تطوير الرياضة في مدينة تمارة يجب أن تنطلق من سياسة رياضية محلية واضحة المحاور ومعروفة المشاريع ودقيقة الإجراءات، وحبدا لو تنبني هذه السياسة على أربعة محاور رئيسية: – أولها المنشآت الرياضية؛ – تكوين وتأهيل أطر الجمعيات الرياضية؛ – دعم الجمعيات الرياضية بمنح تضمن استمراريتها؛ – العمل على تشجيع وتطوير التظاهرات الرياضية. وفي إطار المحور الأخير، تنظيم التظاهرات الرياضية، عملت جمعية شبيبة تمارة بتنسيق مع مجموعة من الشركاء على رأسهم جمعية أطليتيك تمارة على تنظيم دوري لكرة القدم تشارك فيه فرق من مختلف أحياء مدينة تمارة والمقدرة ب 32 فريق، يتنافسون طيلة شهر رمضان على لقب الدوري. وبما أن المنطلق من تنظيم هذا الدوري منطلق تنموي بامتياز فقد اختارت إدارة الدوري حيا في وضعية هشاشة وجهزت قطعة أرضية فيه لتجعل منها ملعبا يتنافس فيه مختلف الفرق المشاركة، وتحج إليه جماهير هذه الفرق ويزوره الضيوف والشركاء والمساندون والمدعمون والاعلاميون ويتعرفوا عليه بشكل أقرب ويعاينوا وضعيته ومشاكله وحاجاته من التنمية والإدماج. والملاحظ أن حي الساقية وشبابه بات تشبثهم بالدوري تشبثا وتيقا وأصبحوا يساهمون بأوقاتهم ومجهوداتهم للقيام بمختلف أشغال تهيئة الملعب والتنظيم، كما أصبحوا يساهمون في التنشيط السوسيوثقافي لهذه المدينة بل وأصبحوا يمتلكون هذا المشروع، كان هذا هدفنا هو الهدف ونحن ماضون في تحقيقه رفقة شركائنا. مراد بنتوك؛ باحث في التدبير والحكامة الرياضية.