آلاف المعتمرين حول العالم قصدوا مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان المبارك، ورؤية الكعبة المشرفة التي تزدان بأبهى حلة استعداداً لضيوف بيت الله الحرام، غير أن قلوب الآلاف من سكان قطاع المحاصر تقطر دمعاً لحرمانها من أداء العمرة للعام الثالث على التوالي. حركة مستمرة لا تنقطع، فآلاف العمال والمتطوعين ينتشرون في شوارع مكةالمكرمة والمسجد الحرام يضعون اللمسات الأخيرة لاستعدادات استقبال ضيوف الرحمن من المعتمرين والزوار الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة المليون خلال شهر رمضان. أجواء شبيهة بالتحضيرات للعيد تلف أطهر بقاع الأرض والمناسبة استقبال خير الشهور، داخل الحرم المكي.. ورشات توصل الليل والنهار وتسابق الزمن لاختبار عمل أنظمة الإنارة والتكييف والتهوية والتحكم والسلالم الكهربائية وغيرها من المرافق. غير أنه لا مواسم لأداء مناسك العمرة في قطاع غزة منذ ثلاثة سنوات سابقة، فضلا عن حرمانها خلال أحد أعوامها من أداء مناسك الحج ذاته دون دول العالم أجمع، وذلك يعود لسياسة الحصار التي لا يمكن لأحد من دول العالم تجازوها ومخالفة المحاصِرين دون الالتفات للوضع الإنساني وللصور الإنسانية داخل القطاع. وحُرم حتى الآن نحو 7500 مواطنًا من قطاع غزة، مسجلين في قوائم شركات الحج والعمرة منذ شهر ديسمبر الماضي، من السفر لأداء مناسك العمرة في الديار الحجازية، حسبما أكد رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة عوض أبو مذكور. ويُحرم سكان غزة من أداء العمرة نتيجة عدم فتح السلطات المصرية معبر رفح لسفر المعتمرين، وهو ما كبّد شركات الحج والعمرة خسائر قدرت بمليون دولار، في حين اضطرت بعض الشركات إلى إغلاق مقراتها في غزة والخارج. من جهتها، قالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إنه "تم إصدار 6 ملايين تأشيرة عمرة منذ شهر محرم وحتى شعبان الجاري". متوقعة قدوم 950 ألف معتمر خلال رمضان هذا العام. وأعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي(المعنية بإدارة المسجد الحرام)، "جهوزية الخدمات الفنية والإدارات المختصة بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية من الإنارة والتكييف والتهوية وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية والمباني". وأشارت إلى زيادة الطاقة الاستعابية للمسجد الحرام، ليبلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم 107 آلاف طائف في الساعة. وبحسب إحصائيات رسمية، يتواجد 1000 متطوع ومتطوعة من الهلال الأحمر السعودي بساحات المسجد الحرام، و27 فرقة إسعافية مساندة، وتم تجهيز 25 مركزا دائما ومؤقتا للهلال الأحمر لأي حالة طارئة، و7493 سريرا في مستشفيات مكةوجدة والطائف لاستقبال حالات المعتمرين والمصلين الصحية. كما يتواجد أكثر من 15 ألف طبيب وممارس صحي وموظف لتقديم الخدمات الطبية، و85 مركزا صحيا لتقديم الإسعافات الأولية، و96 سيارة إسعاف مجهّزة. وتمتد موائد الإفطار طوال الشهر الفضيل والتي تُعرف بأكبر مائدة رمضانية في العالم، حيث يتناول الإفطار في المسجد الحرام يومياً قرابة نصف مليون مصل ومعتمر، ويرتفع هذا العدد في أيام الخميس والجمعة والعشرة الأواخر من رمضان إلى أضعافه. وتساهم المؤسسات الخيرية والعائلات المكية في تجهيز موائد الإفطار التي تمتد داخل وخارج أروقة الحرم المكي، وبل وتمتد إلى الشوارع المتفرعة. وكالة شهاب الفلسطينية