بعدما كانت تعتبر نفسها بأنها إحدى أجنحة التنظيم العالمي للإخوان الإسلامي، حسب ميثاق سابق لها، أصدرت حركة حماس الفلسطينية، وثيقة عنونتها ب"وثيقة المبادئ والسياسة العامة"، أبرز ما جاء فيها، فك الارتباط مع تنظيم الإخوان المسلمين بمصر، والقبول "المرحلي" بحل الدولتين على خطوط 4 يونيو 1967 بالقدس عاصمة لفلسطين، والمقاومة المسلحة خيار استراتيجي لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وعرفت الوثيقة ذاتها، والتي نشرت على الموقع الرسمي لحركة حماس، هذه الأخيرة بأنها "حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها"، وأضافت أن "طرد الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه، وإقامة كيان صهيوني عليها، لا يلغي حق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه، ولا ينشئ أي حق للكيان الصهيوني الغاصب"، على حد تعبير الوثيقة. وأشارت حركة حماس في ذات الوثيقة، أن "تحرير فلسطين واجب الشعب الفلسطيني بصفة خاصة، وواجب الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة، وهو أيضاً مسؤولية إنسانية وفق مقتضيات الحق والعدل. وإنَّ دوائر العمل لفلسطين سواء كانت وطنية أم عربية أم إسلامية أم إنسانية هي دوائر متكاملة متناغمة، لا تعارض بينها". واعتبرت حماس أن "الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم؛ وحماس لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنَّما تخوض صراعاً ضد الصهاينة المحتلين المعتدين؛ بينما قادة الاحتلال هم من يقومون باستخدام شعارات اليهود واليهودية في الصراع، ووصف كيانهم الغاصب بها". وأردفت "حماس" أنه "يعدّ منعدما كل من تصريح بلفور وصك الانتداب البريطاني على فلسطين وقرار الأممالمتحدة بتقسيم فلسطين"، غير أن ذلك لم يمنعها من اعتبار إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، صيغة توافقية وطنية مشتركة.