حذّرت دراسة فنلندية حديثة، المدخنين وخاصة السيدات من خطر التدخين، لأنه يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بنزيف المخ الذي يقود إلى الوفاة في كثير من الأحيان. وأوضح الباحثون بجامعة هلسنكي الفنلندية، في دراستهم التي نشروا تفاصيلها اليوم الجمعة، بدورية (Stroke) العلمية، أن التدخين يزيد فرص حدوث نزيف في بطانة الدماغ، والمعروفة باسم "النزف تحت العنكبوتية". وعن حقيقة هذا الخطر، أوضحوا أن "النزف تحت العنكبوتية" هو شكل من أشكال السكتة الدماغية، الناجمة عن النزيف في منطقة بالرأس، تقع بين الدماغ والجمجمة. وأشاروا إلى أن "النزف تحت العنكبوتية" أمر نادر الحدوث في العادة، ويمثل حوالي 3 في المئة، من مسببات السكتة الدماغية، لكن يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، تنتهي بالشلل والغيبوبة والموت. وعن أعراض هذا النزيف، أشار فريق البحث إلى أن العرض الرئيسي والأكثر أهمية، هو ظهور صداع حاد ومفاجئ وغير تدريجي في الجزء الخلفي من الرأس، يمكن أن يوصف بأنه أقوى صداع يمر به الإنسان، وقد يكون مصحوبًا بفقدان الوعي، وهناك أعراض أخرى منها الدوار والاضطرابات البصرية والسلوكية. وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الباحثون بيانات 65 ألفًا و521 شخصًا فى فنلندا، يبلغ متوسط أعمارهم 45 عامًا، وكان نصفهم من السيدات. وبعد المتابعة التي استمرت من عام 1972 حتى أواخر 2011، وجدوا أن المدخنين كانوا أكثر عرضة لخطر "النزف تحت العنكبوتية" في الدماغ. كما وجدوا أيضًا أنه كلما زاد عدد السجائر التي يدخنها الأشخاص يوميًا، ارتفع الخطر، وكانت السيدات المدخنات أكثر عرضة للخطر من الرجال، وإن كان الجنسين في خطر. وعن فرص النجاة، أثبتت النتائج أن الإقلاع عن التدخين، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر حدوث "النزيف تحت العنكبوتية".