شهدت مسيرة دعم الشعب الفلسطيني بالدار البيضاء، أمس الأحد، مناوشات بين منظمين ونشطاء يساريين رفعوا علم النظام السوري، كادت تتطور إلى اشتباكات بالأيدي. وأفادت مصادر من المسيرة، أن نشطاء يساريين رفعوا العلم السوري في مقدمة المسيرة تعبيرا عن تضامنهم مع نظام بشار الأسد وتنديدهم بالضربة الأمريكية التي استهدفت قاعدة عسكرية سورية قبل أيام، وهو ما أثار حفيظة نشطاء جماعة العدل والإحسان الذين تدخلوا لمحاولة منع رفع العلم المذكور في المسيرة. المصادر ذاتها أوضحت أن بعض أعضاء اللجنة المنظمة للمسيرة، دخلوا في مشادات كلامية مع الشباب اليساريين بعد رفضهم إنزال علم النظام السوري، لتتطور الأمور إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين، خاصة وأن اللجنة المنظمة شددت على أن المسيرة هي لدعم الشعب الفلسطيني وليس لقضايا إقليمية أخرى. هذه المناوشات أثارت الانتباه في المسيرة رغم العدد القليل لليساريين الذين رفعوا علم النظام السوري، والذين اضطروا بعد نصف ساعة من المشادات الكلامية مع المنظمين، إلى إنزال العلم والاستمرار في المسيرة دون التطرق إلى الملف السوري. واحتشد المئات من المتظاهرين من مختلف الأطياف السياسية، في مسيرة صباح أمس الأحد اليوم بالدار البيضاء، تضامنا مع الشعب الفلسطيني في الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي شكل الانطلاقة الفعلية لقيام الكيان الصهيوني، وللمطالبة بالإفراج عن قانون تجريم التطبيع بالبرلمان المغربي. المسيرة التي انطلقت على الساعة 10 صباحا من ساحة النصر بدرب عمر، مرورا بشوارع لالة الياقوت وشارع باريس، وانتهاء بساحة الماريشال بالبيضاء، عرفت حضورا لرموز سياسية وجمعوية وحقوقية يمثلون هيئات يسارية وإسلامية ومدنية جنبا إلى جنب، في مسيرة نزلت فيها جماعة العدل والإحسان بكل ثقلها بمشاركة عدد كبير من نشطائها رجالا ونساءً وأطفالا. المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب البرلمان بالمغربي بالإفراج عن قانون تجريم التطبيع الذي تبنته أربع فرق برلمانية من الأغلبية والمعارضة في الولاية السابقة، دون أن تتم مناقشته بعد، ومرددين هتافات تستنكر الصمت والتواطؤ العربي والدولي مع جرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين، وتتهم المطبعين المغاربة والعرب مع الصهاينة بأنهم خونة. المسيرة التي دعت لها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، تحت شعار "مائة عام من الاستعمار.. مائة عام من المقاومة"، استمرت لأزيد من ساعتين مشيا على الأقدام بحضور نسائي لافت، وعرفت لوحات استعراضية من طرف أطفال وشباب، تجسد معاناة الفلسطينية وقوة المقاومة.