يكتنف الغموض طريقة تمكن السلطات الأمريكية من توقيف واعتقال أحد الممولين الرئيسيين لحزب الله اللبناني، في أحد المطارات الأمريكية فور وصوله قادما من المغرب الذي أوقفه سابقا بناء على طلب أمريكي. وأثارت عملية اعتقال وبدء محاكمة قاسم تاج الدين أحد أذرع حزب الله المالية في الخارج، العديد من التساؤلات حول آلية وصوله أمريكا وما إذا كانت السلطات المغربية سارعت فور اعتقاله إلى تسليمه لواشنطن. وأعلنت السلطات الأمريكية، الجمعة، عن توجيه محكمة تهما لتاج الدين بوصفه مساهما ماليا مهما لحزب الله، بسبب محاولته التهرب من عقوبات تستهدفه. وتاج الدين الذي تم طرده من المغرب إلى الولاياتالمتحدة، وجهت إليه محكمة اتحادية في واشنطن الاتهام بعد نحو ثماني سنوات من إدراجه على اللائحة السوداء الأمريكية "للإرهابيين" بسبب جمعه عشرات الملايين من الدولارات لصالح حزب الله. وهو متهم خصوصا بانتهاك العقوبات الأمريكية ضد الجماعات المسلحة وبغسل الأموال. وألقي القبض على تاج الدين لدى وصوله إلى الدارالبيضاء في مارس بناء على طلب السلطات الأمريكية. ووصل تاج الدين إلى الولاياتالمتحدة صباح الجمعة، لكن وزارة العدل لم تؤكد ما إذا كانت الحكومة المغربية هي التي قامت بتسليمه أم لا. ودفع تاج الدين البالغ من العمر 62 عاما ببراءته. وفي ماي 2009، اعتُبر تاج الدين، الذي يعمل في تجارة المواد الخام في الشرق الأوسط وأفريقيا، "مساهما ماليا مهما" لمنظمة مسلحة، وتم استهدافه بعقوبات. وأوضح نائب وزير العدل الأمريكي كينيث بلانكو، في بيان، أنه "بسبب دعمه لحزب الله، وهو منظمة إرهابية دولية كبرى، فقد فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على قاسم تاج الدين في عام 2009 حظرت (عليه) التعامل مع الأمريكيين أو الشركات الأمريكية". والقرار الذي صدر الجمعة لا يتهمه بتقديم دعم مالي في الآونة الأخيرة لحزب الله، بل بإعادة هيكلة أعماله بعد العام 2009، من أجل التهرب من العقوبات ومواصلة التجارة مع الشركات الأمريكية. وكان تاج الدين يشتري المواد الخام من المصدّرين الأمريكيين ويدفع عبر تحويلات مصرفية، بقيمة إجمالية قدرها 27 مليون دولار. ولم تكن الشركات الأمريكية المنخرطة في تلك التعاملات التجارية تعلم أنها متورطة معه. المصدر: وكالات + عربي 21